أطلّ الفنان كاظم الساهر على جمهوره في العاصمة العُمانية مسقط خلال أمسية مميزة جمعت محبّيه من مختلف الفئات. قدّم خلالها باقة من روائعه القديمة والجديدة، فملأ المسرح طربًا وحماسًا. لم يقتصر الحفل على الغناء فحسب، بل شكّل مساحة حيّة للتفاعل بين القيصر وجمهوره، حيث ردّد الحاضرون معه كلمات الأغاني وسط أجواء مؤثرة.
يتجاوز حفل مسقط مجرد عرض فني، فهو امتداد لمسيرة طويلة رسمت ملامحها أربعون عامًا من العطاء. الساهر، المعروف بلقب “قيصر الغناء العربي”، يجدد حضوره في كل محطة من جولته، مؤكدًا مكانته الاستثنائية في قلوب محبّيه. ومع كل ظهور له، يثبت أنّ فنه لا يشيخ، بل يتجدد مع الأجيال.
١– تفاعل الجمهور في مسقط
امتلأ مسرح مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بالجمهور الذي تفاعل بحرارة مع إطلالة الساهر. تردّد صوته بين جنبات القاعة عندما قدّم أغنية “كوني امرأة”، فارتفعت أصوات الحاضرين مردّدين معه كلماتها. التقطت عدسات المنظمين مقاطع من الحفل، وشاركوها عبر منصات التواصل، ما زاد من انتشار الأجواء المميزة خارج حدود القاعة.
٢– حفل استثنائي ضمن جولة عربية وعالمية
واصل الساهر من خلال حفله في مسقط سلسلة من الأمسيات التي شملت عددًا من الدول العربية مثل تركيا والأردن والسعودية والمغرب ولبنان. تعكس هذه الجولة اتساع شعبية الفنان الذي لم يكتفِ بجمهوره العربي، بل وصل صوته إلى قاعات عالمية. ومع كل محطة، يضيف الساهر بعدًا جديدًا لمسيرته الغنائية التي تجمع بين الأصالة والتجديد.
٣– مسيرة أربعة عقود من الفن
قدّم الساهر خلال مسيرته الطويلة عشرات الأغاني التي أصبحت جزءًا من ذاكرة الموسيقى العربية. من أبرز أعماله “أنا وليلى”، و”مدرسة الحب”، و”زيديني عشقًا”، و”هل عندك شك”. لا تزال هذه الأغاني تحافظ على مكانتها رغم مرور الزمن، لأنها تمسّ وجدان المستمع وتعكس رؤية فنية متجددة. احتفل الساهر أخيرًا بعيد ميلاده الثامن والستين، ليبرهن أنّ العمر لا يقاس بالسنوات بل بما يتركه الفنان من أثر خالد.
يؤكد حفل كاظم الساهر في مسقط أنّ الفن الحقيقي يتجاوز حدود المكان والزمان. بتاريخه الممتدّ لعقود، وبصوته الذي يجمع بين الحنين والتجديد، يواصل القيصر كتابة فصول جديدة في مسيرته. عاش جمهور مسقط ليلة موسيقية لن تُنسى، فيما ينتظر عشاقه محطاته المقبلة بشغف يزداد عامًا بعد عام.
