في الوقت الذي تُستخدم فيه المحلِّيات الصناعية كبدائل للسكر بهدف تقليل السعرات الحرارية، بدأت الأبحاث الحديثة تُسلّط الضوء على آثارها المحتملة على وظائف الدماغ، تحديدًا الصحة الإدراكية والذاكرة. كشفت دراسة جديدة عن نتائج مثيرة للقلق حول العلاقة بين استهلاك هذه المواد وتراجع القدرات المعرفية.
المحلِّيات وتأثيرات غير متوقعة
في الوقت الذي تُستخدم فيه المحلِّيات الصناعية كبدائل للسكر بهدف تقليل السعرات الحرارية، بدأت الأبحاث الحديثة تُسلّط الضوء على آثارها المحتملة على وظائف الدماغ، تحديدًا الصحة الإدراكية والذاكرة. كشفت دراسة جديدة عن نتائج مثيرة للقلق حول العلاقة بين استهلاك هذه المواد وتراجع القدرات المعرفية.

تراجع إدراكي مرتبط بالاستهلاك المرتفع
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يستهلكون أعلى كميات من هذه المحلّيات يُواجهون خطرًا أكبر لتراجع قدراتهم الإدراكية والذاكرة بنسبة تصل إلى 62% مقارنةً بمن يستهلكون كميات أقل. هذا التراجع يُعادل تقريبًا 1.6 سنة من الشيخوخة الإدراكية. أما المجموعة المتوسطة، فقد سجّلت تراجعًا بنسبة 35%، أي ما يُعادل 1.3 سنة من التقدّم المعرفي السلبي.
الفئات الأكثر تأثرًا
النتائج كانت أكثر وضوحًا لدى الأشخاص تحت سن الستين، حيث لوحظ تراجع في الطلاقة اللفظية والوظائف الإدراكية العامة. كما أن الأشخاص المصابين بالسكري كانوا أكثر عرضة لهذا التدهور، ما يُشير إلى أن بعض الحالات الصحية قد تُفاقم تأثير المحلّيات على الدماغ.

ليست كل المحلّيات متساوية
من بين الأنواع السبعة التي تم تحليلها، ارتبطت ستة منها—الأسبارتام، السكارين، أسيسولفام-K، الإريثريتول، الزايليتول، والسوربيتول—بتراجع إدراكي ملحوظ. هذه النتائج تُثير تساؤلات حول مدى أمان هذه المواد، خاصةً عند استخدامها بشكل يومي ولفترات طويلة.
تحذير علمي… ولكن ليس قاطعًا
إحدى الباحثات المشاركات في الدراسة، صرّحت بأن “المحلّيات منخفضة أو عديمة السعرات تُعتبر غالبًا بدائل صحية للسكر، لكن نتائجنا تُشير إلى أن بعضها قد يُؤثر سلبًا على صحة الدماغ على المدى الطويل.” ومع ذلك، شدّد الباحثون على أن الدراسة تُظهر ارتباطًا وليس علاقة سببية مباشرة، ما يعني أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج.