يواصل ناصيف زيتون مسيرته الفنية بخطوات مدروسة وأسلوب متجدّد. لم يكتفِ هذه المرّة بإطلاق ألبوم جديد فحسب، بل حرص على أن يشارك جمهوره تفاصيل شخصية من حياته بطريقة عفوية، جعلت التجربة أقرب إلى لقاء صادق منه إلى مادة ترويجيّة.
ومن خلال مقاطع مصوّرة نشرها على منصته الرسمية، أطلّ زيتون بروح مرحة وهو يتحدث عن كواليس الأغاني، كاشفًا أن كل عمل في الألبوم يحمل جزءًا من قصته الخاصّة، ويعكس جانبًا من مشاعره وتجربته مع الحبّ والفن.
“مزعّلا”.. بداية من القلب
افتتح الفنان ألبومه بأغنية “مزعّلا”، التي جاءت مستوحاة من موقف عاطفي جمعه بالفنانة دانييلا رحمة. وقد وصف الأغنية بأنها وسيلة صادقة للمصالحة بعد خلاف بسيط، تحوّل إلى لحن عاطفي يعبّر عن صدق المشاعر.
وبحسب ما رواه، فإنّ كلمات الأغنية كانت بمثابة رسالة صلح حملت في طياتها اعترافًا بالخطأ ورغبة في استعادة الدفء في العلاقة، لتتحوّل بعد ذلك إلى تجربة فنية مكتملة بالتعاون مع الشاعر مازن ضاهر.
“قمر قمر”.. تجربة غنائية مختلفة
جاءت الأغنية الثانية “قمر قمر” لتكسر المألوف، حيث اعتمد زيتون اللهجة النوبية لأول مرة في مسيرته الغنائية. وأك~د أن هذه التجربة أضافت تنوّعًا لأسلوبه الفني، خصوصًا أن النص الغزلي البسيط ترافق مع لحن يحمل طابعًا رومانسيًا ناعمًا.
وقد عبّر عن حماسه الكبير لهذه الخطوة، معتبرًا أنها بداية لتجارب أوسع قد يخوضها مستقبلًا في ألوان موسيقية غير مألوفة على جمهوره.
“مني أنا”.. ألبوم يشبه صاحبه
اختيار عنوان “مني أنا” لم يكن صدفة، إذ أوضح زيتون أنه لا يرمز إلى أغنية بعينها، بل إلى روح المشروع بأكمله. فقد حرص أن يكون حاضرًا في كل تفصيل من تفاصيل الألبوم، بدءًا من الكلمات والألحان وصولًا إلى طريقة الطرح.
ويضم الألبوم 13 أغنية، أطلقها بشكل تدريجي على شكل ثنائيات، في خطة مدروسة تسمح للجمهور بالتفاعل مع كل أغنية على حدة، وتعزز عنصر التشويق والترقب.
بهذا الألبوم يثبت ناصيف زيتون أن الفن ليس مجرد ألحان تُطرح للجمهور، بل هو انعكاس لتجارب إنسانية حقيقية. فمن “مزعّلا” إلى “قمر قمر”، وصولًا إلى “مني أنا”، يظهر بوضوح أن الفنان أراد أن يترك بصمته الخاصة، ويقدّم عملًا يلامس القلوب قبل أن يطرب الآذان.