في الإمارات العربية المتحدة، بدأت تظهر مواقع أثرية تعود إلى فترات مختلفة من التاريخ، تفتح نوافذ على عوالم ماضية لم تكن دائماً في دائرة الضوء. من واحات العصر البرونزي الغنية إلى محطات القوافل التجارية القديمة، تعد هذه المواقع من المعالم الأثرية التي يمكن الوصول إليها بسهولة من دبي، وتوفر لمحة فريدة عن تاريخ المنطقة الحيوي. فمع وجودها، تثبت الإمارات أنها أرض تحتفظ بأسرار عميقة لم تكشف بعد، وتعد وجهات مثالية لمحبي التاريخ والاستكشاف.
1. ساروق الحديد: لغز الصحراء البرونزية
يُغيّر موقع ساروق الحديد المفاهيم السائدة حول حياة جنوب الجزيرة العربية قبل خمسة آلاف سنة. كان يعتقد أن السكان الأوائل كانوا يفضلون الانتقال إلى السواحل للصيد والتجارة، لكن هذا الموقع البرونزي في صحراء دبي كشف عن وجود واحة خضراء غنية بالأشجار، حيث عاش الناس في استقرار وبدءوا في استغلال المعادن.
يعود تاريخ الاستيطان في هذا المركز المعدني المبكر إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، واستمر حتى العصر الحديدي. يضم الموقع أكثر من 12,000 قطعة أثرية، منها خناجر، أختام، مجوهرات ذهبية، ومئات التماثيل المعدنية للثعابين التي تثير الدهشة.

2. منتزه جبل حفيت الصحراوي: نوافذ على عصور ما قبل التاريخ
يقدم جبل حفيت، أعلى قمة في أبوظبي، بالإضافة إلى المنتزه الصحراوي الحديث، فرصة للغوص في تاريخ الحضارات القديمة التي سكنت المنطقة. تؤدي مسارات المشي المحددة إلى 122 مقبرة حجرية على شكل خلية نحل، بناها سكان شبه بدويين في العصر البرونزي قبل أكثر من 5000 عام.
وبينما تم استكشاف العديد من هذه المقابر، لا تزال أخرى تكتنفها الأسرار. اكتشاف الفخاريات الرافدية هنا يثبت أن المنطقة كانت محطة على طريق تجاري قديم، مما يعكس أهمية المنطقة تاريخيًا.

3. موقع الجميرة الأثري: شاهد على العصر الإسلامي المبكر
في حي الساحل بدبي، تقع أطلال مدينة قديمة تعود للقرن التاسع الميلادي، وتُعد من أقدم المواقع التي تعود للعصر الإسلامي المبكر التي تم اكتشافها في الإمارات. يمكن للزوار زيارة مركز الزوار الجديد لمشاهدة اللقى الأثرية، التي تشمل حبات العقيق الأحمر، الجرار المزججة، والعملات الفضية، قبل الانطلاق في جولة بين بقايا السوق والمسجد، وحتى أول فندق في المدينة، وهو خان للقوافل التجارية كان يستقبل التجار من عمان، بلاد فارس، وما وراءها، قبل أكثر من ألف عام.

4. مركز مليحة الأثري: بوابة الزمن السحيق
يقع مركز مليحة في الكثبان الحمراء بإمارة الشارقة، وهو موقع ذو أهمية عالمية. تشير الاكتشافات الأثرية إلى أن المنطقة كانت مأهولة منذ حوالي 130,000 عام، مما يجعلها من بين أولى المناطق التي استوطنها البشر المعاصرون بعد خروجهم من إفريقيا. يعرض المركز مجموعة من القطع الأثرية، بما في ذلك أدوات الصوان من الألفية السادسة قبل الميلاد، وعقود المرجان الأحمر من العصر البرونزي، وعملات من فترات مختلفة، من بينها العملات الأجنبية من القرن الأول الميلادي.
