ساعة اليد ليست مجرد أداة لمعرفة الوقت فحسب، بل هي تعبيرٌ عن الأسلوب الشخصي، ورفقة دائمة ترافقك في أيامك، بل وقد تصبح إرثًا ثمينًا. لذا، عند اختيار الساعة المناسبة، من المهم الاهتمام بتفاصيل أكثر من مجرد التصميم الخارجي. من الحركة الداخلية ودقة الأداء إلى جودة المواد والراحة على المعصم… كلها عوامل تشكّل قرارًا يليق بما تستحق.
هذا المقال يرشدك خطوة بخطوة نحو فهم المعايير التي تستحق أن تأخذها بعين الاعتبار قبل أن تستثمر في قطعة زمنية تنال رضاك وتخدمك لسنوات طويلة.
اختر ما يناسب ذوقك واحتياجاتك
الأولوية في اختيار الساعة تبدأ بشخصيتك ونمط حياتك. هل تبحث عن ساعة كلاسيكية أنيقة، أو قطعة رياضية صلبة تتحمل الاستخدام اليومي؟ تُعد الألوان والتصميمات المتوفَّرة على المينا (الساعة) والساعة نفسها – من التي تناسب ملابسك ومشاهدك اليومية – نقطة انطلاق لا يجب تجاهلها. تشكيل الأشكال بين الدائري، المستطيل، والبرميل (tonneau) مثال على الخيارات المتاحة التي يجب أن تتماشى مع ذوقك القريب من قلبك.
تعرف على الحركة التي بداخلها (الميناء)
عند الحديث عن ساعة، فإن “الحركة الداخلية” أو ما يُعرف بالـ”Movement” هي ما يعطيها الحياة. هناك نوعيتان شائعتان: الساعة الكوارتز (القفزة) التي تعمل بالبطارية وتتميز بالدقة وسهولة العناية، والساعة الميكانيكية التي تتطلب الاهتمام والتعديل لكنها تُظهرك بأنها قطعة فنية. أما “الأوتوماتيكية” فهي تُعيد تعبئة نفسها بحركة المعصم، ما يجعلها مثالية للطبيعة النشطة. اختيارك يعتمد على مدى رغبتك في التفاعل اليومي مع الوقت الذي يمكنك رؤيته في كل تعب.
المواد تصنع الفارق
المواد التي تبنى منها الساعة تحدد مدى صلابتها وراحتها وسعرها. الكريستال الياقوتي (Sapphire crystal) يُعد الأفضل والأكثر مقاومة للخدش، بينما المعدنية أو السافير أقل فخامة أو مقاومة. أما هيكل الساعة، فهناك الفولاذ المقاوم للصدأ العملي، التيتانيوم الخفيف والصلب لذوي البشرة الحساسة، والمعادن الثمينة لمن يتمتعون بذوق راقٍ. اختيارك للمادة يجب أن يتناسب مع استراتيجيتك المالية ويعكس ميولك اليومية.
ابحث عن الوظائف والمزايا التي تحتاجها
الساعة قد تكون أكثر من مجرد أدوات؛ بعض النماذج تدق المنبه، تحسب السرعة، أو تعرض توقيتًا مزدوجًا. إذا كنت من كبار المسافرين، فقد تفكر في ساعة GMT التي تعيّر المناطق الزمنية. البعض الآخر يأخذ بالك من التعقيدات، مثل تواريخ دائمة أو حتى عرض لمراحل القمر. كل ميزة تضيف بعدًا في الاستخدام وتمثل القيمة مقابل المال، فاختر ما يضيف لطريقة حياتك.
لا تنس الحجم المناسب والمعصم المناسب
الحجم ليس مجرد مظهر؛ فساعة كبيرة قد تبدو ضخمة على معصم نحيل، والعكس صحيح. من الضروري تجربة الساعة شخصيًا لترى كيف تتناسب مع حجم معصمك. ساعات بقطر 36–38 مم اليوم تعتبر أنيقة وعصرية لكثير من الأذواق، أما من هو صاحب معصم كبير أو يميل إلى حضور قوي في الساعة فقد يختار حجمًا أكبر مع إبقاء التوازن بين الراحة والتصميم.
انتبه للسعر وطوّر الذوق
نحدد أولاً موازنة دقيقة بين السعر والميزات، مع ملاحظة أن السعر لا يدل دائمًا على القيمة. طوّر ذوقك بالتدرج من ساعات أبسط (مثل سيكو أو كاسيو أو هاملتون) إلى ساعات ذات قيمة استثمارية أو قيمة تراثية. البعض يمارس استراتيجية “كرات الثلج” حيث يشترون ساعة اقتصادية ثم يبيعونها لتمويل ساعة أفخم، ليصل تدريجيًا إلى ساعات ذات طابع شخصي ومأثرة قيمة.
