قد يبدو للبعض أمراً عادياً أن يستخدم الهاتف أثناء وجوده في الحمام، خاصة مع تزايد الاعتماد على الهواتف الذكية في حياتنا اليومية. إلا أن هذه العادة تحمل مخاطراً صحية كثيرة، لا يمكن تجاهلها، فهي تؤثر على نظافتك الشخصية، وتزيد من احتمالية انتقال الجراثيم، وحتى تؤدي إلى مشاكل صحية طويلة المدى. في هذا المقال، سنتعرف على تفاصيل هذه التأثيرات ونصائح للحفاظ على صحتك.
انتقال الجراثيم والبكتيريا من الهاتف إلى الجسم
عند قضاء الحاجة، تكون المنطقة الحساسة من الجسم أكثر عرضة للجراثيم والبكتيريا، خاصة مع عدم الالتزام بالنظافة الدقيقة. استخدام الهاتف في الحمام يجعل من السهل انتقال الجراثيم من سطح الهاتف إلى يديك، ومن ثم إلى وجهك أو فمك، مما يعرضك لمشاكل صحية متعددة.
تعتبر الهواتف من أكثر الأدوات تلامسًا مع الأسطح الملوثة، حيث يمكن أن تحتوي على بكتيريا وفيروسات مثل الإشريكية القولونية، المكورات العنقودية، وحتى فيروسات الأنفلونزا. إذا لم تقم بتنظيف هاتفك بشكل منتظم، فإنك تساهم في نشر الجراثيم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي أو التهابات الجلد.

النظافة الشخصية وتأثيرها على الصحة
نظافة اليدين بعد استخدام الهاتف أثناء الحمام أمر ضروري، لكن العديد من الأشخاص يغفلون عن ذلك، أو يعتقدون أن الهاتف لن يلامس أيديهم بعد الاستخدام. هذه العادة تضر بالنظافة الشخصية، وتؤدي إلى انتقال البكتيريا إلى مناطق أخرى من الجسم، خاصة عند لمس العين أو الفم أو الوجه.
كما أن عدم تنظيف الهاتف جيدًا يساهم في تكاثر البكتيريا عليه، ليصبح أكثر خطورة مع مرور الوقت. من المهم أن يتم تنظيف الهاتف بانتظام باستخدام مناديل مطهرة أو محلول كحولي، وتجنب وضعه على أسطح غير نظيفة.
الآثار الصحية طويلة المدى لاستخدام الهاتف في الحمام
إدمان استخدام الهاتف أثناء قضاء الحاجة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد. على سبيل المثال، يمكن أن تتسبب البكتيريا والجراثيم التي تتراكم على الهاتف في التهابات جلدية أو عدوى في المناطق الحساسة. كما أن التحديق المستمر في شاشة الهاتف، خاصة في ظروف الإضاءة غير الملائمة، يسبب إجهاد العين، ويؤدي إلى مشاكل في الرؤية على المدى الطويل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الهاتف بشكل مفرط أثناء الحمام قد يسبب تشتت الانتباه، مما يؤدي إلى إهمال النظافة أو عدم غسل اليدين بشكل جيد، وهو ما يعزز انتشار الجراثيم.
ولكن من أكثر الأمور التي يُنصح بملاحظتها هو ارتباط استخدام الهاتف في الحمام بالبواسير. البواسير هي أوردة متورمة في منطقة الشرج والمستقيم، وتحدث غالبًا نتيجة لضغط مفرط على منطقة الشرج، والذي يمكن أن يكون ناتجًا عن عوامل متعددة، منها الإجهاد أثناء التغوط، أو عدم التوازن في نمط الحياة.
استخدام الهاتف أثناء الحركات الطبيعية، خاصة مع محاولة التسلية أو التشتت، قد يطيل مدة الجلوس في وضع غير مريح ويؤدي إلى زيادة الضغط على منطقة المستقيم، مما يعزز احتمالية ظهور البواسير أو تفاقمها. بالإضافة إلى ذلك، الاعتماد على وضعية الجلوس غير الصحية، وعدم ممارسة النشاط البدني بانتظام، كلها عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالبواسير على المدى الطويل.
لذا، من المهم أن نكون واعين لهذه العوامل ونبتعد عن إطالة مدة الجلوس غير الصحية، خاصة أثناء قضاء الحاجة، مع تجنب استخدام الهاتف الذي قد يشتت الانتباه ويؤدي إلى وضعية غير مريحة.
نصائح للحفاظ على صحتك عند استخدام الهاتف في الحمام
لحماية نفسك من المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام الهاتف في الحمام، من الأفضل تجنب الأمر قدر الإمكان. إذا كان لا بد من استخدام الهاتف، فحافظ على نظافته بشكل دوري من خلال تنظيفه باستخدام مواد مطهرة، واحرص على غسل يديك جيدًا بعد الاستخدام. كما يُنصح بوضع الهاتف في مكان بعيد عن مناطق التلامس المباشر مع الأسطح الملوثة، أو استخدام أدوات حماية مثل حافظات مقاومة للماء والتنظيف.

وأخيرًا، حافظ على عادات النظافة العامة، وخصص وقتًا للراحة من استخدام الهاتف خلال أوقات الحمام، حتى تضمن عدم انتقال الجراثيم والحفاظ على صحتك بشكل عام.