يحمل مهرجان كان السينمائي في كلّ عام لحظات تُحفر في ذاكرة الموضة العالمية. هذا العام، لم تقتصر الأضواء على النجوم فقط، بل سرقت التصاميم العربية الأنيقة المشهد بجرأتها، وتفاصيلها الدقيقة، وابتكارها الآسر. احتلّت الأزياء مكانة بارزة على السجادة الحمراء، فعكست ذوقًا راقيًا وهويّة ثقافيّة تعبّر عن إبداع لا يعرف الحدود.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على أبرز المصممين العرب الذين وضعوا بصمتهم بقوة في مهرجان كان 2025. حيث سنستعرض كيف استطاع كل واحد منهم أن يعبّر عن فنه بأسلوب فريد، وكيف فرضت تصاميمهم حضورًا ساحرًا جعلها محط أنظار العالم.
١- إيلي صعب
أذهل إيلي صعب العالم بتصاميمه الحالمة التي مزجت بين الفخامة والرومانسية الكلاسيكية. برزت فساتينه المطرّزة يدويًا والمرصعة بالخرز والزهور ثلاثية الأبعاد، وكأنها لوحات من الخيال.
تألّقت الفّنانة يسرا بفستان أخضر ذهبي، تناثرت عليه حبيبات اللؤلؤ والترتر اللامع، ليعكس سحر الزمن الجميل بطريقة متجدّدة. كذلك، خطفت Heidi Klum الأنظار بفستان وردي متدرّج من مجموعة “The 1001 Seasons”، تزيّن ببتلات عضوية من الأورغانزا الناعمة، قدّم من خلاله إيلي صعب رؤية حالمة للأنوثة المثاليّة.


٢- زهير مراد
كشف زهير مراد عن جانب جريء في تصاميمه هذا العام، مستخدمًا الأقمشة الفاخرة والقصّات الحادّة ليصنع لحظات لا تُنسى على السجادة الحمراء.
ارتدت Alessandra Ambrosio فستانًا أخضر زمرديًا يتميّز بشقّ عالٍ وتفاصيل درابية فخمة. الأكمام المنفصلة أضافت لمسة درامية عزّزت جاذبية الإطلالة. أما Maria Borges، فأطلت بفستان أحمر ناري من الساتان، مزوّد بفتحات ممزقة بشكل فني، وانتهى بذيل ملكيّ انساب بثقة وأناقة.
نجح مراد في منح كل فستان شخصية خاصّة تعكس القوة، والأنوثة، والتميّز.


٣- رامي قاضي
برز رامي قاضي بأسلوبه العصري المفعم بالحيوية، مع اعتماد خامات متلألئة وقصّات ناعمة تعكس روح المرأة المعاصرة.
تألّقت أمينة خليل بفستان وردي لامع بتصميم الهالتر، صُمِّم خصيصًا لها. تميّز بصدر مشدود وتفاصيل ناعمة من الريش عند الأطراف، فجمع بين الأناقة والجرأة الراقية.
كما اختارت يسرا فستانًا أحمر قاني بتدرجات اللهب، جاء بقصّة غير متناظرة عكست حضورًا قويًا وملفتًا. أكّد رامي قاضي من خلال هذه الإطلالة أن تصاميمه لا تخاطب المظهر الخارجي فقط، بل تعبّر عن روح متجدّدة وثقة متزايدة بالهوية الفنية.


أثبت المصممون العرب في مهرجان كان أنّ الموضة ليست مجرد عرض أزياء، بل رسالة فنية وهوية ثقافية تتجلّى من خلال كل غرزة وخط. حملت تصاميمهم رسائل عن الجمال، والأصالة، والابتكار، وأظهرت للعالم أن الشرق لا يُقلّد، بل يُلهم ويقود.