يمكنك أن تلاحظ أن الصحة النفسية من المواضيع التي يجري الحديث عنها بمزيد من الشفافية والحرية، خصوصاً بعد جائحة كورونا. فبعد أن كانت من المواضيع الشائكة والمحرمة التي يخجل من يعانيها من الإفصاح عنها، أصبح هناك المزيد من السهولة في التحدث عن الصحة النفسية والاضطرابات المرتبطة بها. احذر المؤشرات التي يمكن أن تدل على تدهور في صحتك النفسية أو في الصحة النفسية لأحد الأفراد من حولك.
ما الإشارات التي تدل على أن صحتك النفسية ليست بخير؟
من السهل اكتشاف مشكلة جسدية ما مع ظهور أعراض عديدة يمكن أن تدل عليها مثل الانزعاج والوجع والتعب أو أي علامة أخرى تنذر بوجود مشكلة ما في الجسم. إلا أن الأمور قد لا تكون بهذه السهولة مع الصحة النفسية. إذ يمكن أن يحصل تدهور في الصحة النفسية تدريجاً أو بشكل قوي ومفاجئ، وفي كل الحالات لا يبدو واضحاً أساس المشكلة. بشكل خاص، عندما يكون التدهور تدريجي قد يصعب أكثر بعد التنبه له، خصوصاً ان العلامات قد تختلف بين شخص وآخر. إنما بشكل عام، ثمة علامات معينة تدعو إلى التنبه واستشارة اختصاصي في علم النفس:
- عزلة تدريجية وابتعاد عن الأصدقاء وأفراد العائلة مع تراجع الاهتمام باللقاءات. وتعتبر هذه من أولى علامة اكتئاب أو قلق المرضي.
- اضطرابات في النوم سواء لجهة النوم بمعدلات زائدة أو على العكس تراجع معدلات النوم وجودته ما يترافق أيضاً عادةً مع تعب مستمر.
- صعوبة في النهوض من السرير وفي ممارسة الأعمال الروتينية اليومية.
- قلق عام حول المستقبل بشكل خاص.
- شعور بالابتعاد عن المشاغل المعتادة وتراجع الاهتمام بأمور معينة. فيظهر كأن الشخص المعني لا حوافز له.
- تراجع معدلات الشهية أو على العكس زيادة في الشهية وإفراط في الأكل.
- صعوبة في التركيز وفي اتخاذ القرار.
- تبدلات في المزاج وتقلبات فيها مع مشاعر متفاوتة تراوح بين الغضب والحزن الذي يليه فجأة.

وبالإضافة إلى هذه العلامات، يمكن مواجهة الأفكار السلبية التي تزداد سوءاً مع مرور الوقت، مع قلة الثقة بالنفس وهي من علامات الاكتئاب أيضاً. أيضاً من الممكن اللجوء إلى مواد معينة كالمخدرات أو الكحول أحياناً. فهذه العلامات كلّها تدل على تدهور في مجال الصحة النفسية ما يستدعي اللجوء سريعاً إلى اختصاصي في علم النفس قبل أن تسوء الأمور أكثر بعد. فلا بد من اخذها بعين الإعتبار من دون تأخير.