عناق الثقافات على مسرح واحد: مهرجان Voilà! Europe يحتفي بالتنوّع الإبداعي

حين يُقام مهرجان مسرحي يعرف بأنه عابر للحدود داخل قلب العاصمة البريطانية لندن، فإنّنا أمام أكثر من احتفال بالعرض — إنه احتفال بالثقافة، وبالاختلاف، وبالتداخل الذي يمحو الفوارق بين «هنا» و«هناك». مهرجان Voilà! Europe 2025 ينطلق من 3 إلى 23 نوفمبر في ثمانية مسارح مختلفة، ليجمع قصصاً متعددة اللغات من أنحاء أوروبا والعالم، ويعيد تعريف المسرح كمجال جامعة للجميع. هذا الحدث ليس فقط منصة للفنانين المستقلّين، بل أيضاً مرآة لعصر يبحث في التعدد والبحث عن صوتٍ جديد في فضاءات الفن المعاصر.

مسارحٌ متعددة… ومشاهد بلا حدود

يُقام المهرجان عبر عدد من المسارح المستقلة داخل لندن مثل The Cockpit وBarons Court Theatre وTheatre Deli وغيرها، ما يعكس هويته المفتوحة التي تُفضّل التجريب على التقليد.
برنامج المهرجان يشمل عروضاً بلغات متعددة وقصصاً تتجاوز المركزية الثقافية، ركّزت على موضوعات مثل الهجرة، والتنوّع، وسياسات الجسد. ضمن هذه الفعاليات نجد عرضاً مثل Mendaki من إنتاج Khai & Faizal، والذي سبق أن نال عدة جوائز، وكذلك عرضين من المكسيك هما FATKARY وWaiting for Julieta.
بهذا، يتحوّل المسرح إلى فسحة يلتقي فيها الفنّانون والجمهور من خلفيات متعدّدة، وتُطرح الأسئلة بدون حواجز لغة أو مسرحية.

التجريب واللغة المشتركة للفن

يتميّز Voilà! Europe بأنّه يقدّم نوعاً من العروض التي يُمكن اعتبارها «خارج الصندوق» — تنطوي على مزيج بين الأداء الحيّ، والرقص، والموسيقى، وحتى تقنيات الوسائط المتعددة. وُصِفَت بأنها منصة للفنانين الذين قد لا يجدون سكناً في المسارح الكبرى.
من بين المواضيع البارزة لهذا العام: تنقّلات الهوية، واستخدام لغات إنسانية بدل الوطنية، وتفاعل الجمهور كجزء من العرض. إنّها دعوة لنفس الفنّ التي تُعيد ترجمة العلاقة بين المسرح والمجتمع.
بهذا المعنى، يصبح الجمهور ليس متلقّياً فقط، بل مشاركاً فعلياً في بناء التجربة، في لحظة مشترك فيها الفن والحياة.

لماذا يجب أن تكون ضمن تجربة هذا العام؟

  1. فرصة لا تُعوّض للقاء إبداع عالميّ محليّ: عروض تأتي من أوروبا، والمكسيك، وكندا، والهند، وتُعرض على خشبة لندن.
  2. مساحة لتجديد المفاهيم المسرحية: عروض صغيرة الحجم، وصيغ فنية غير مألوفة، تؤكّد أن المسرح لا يزال مسرحاً للتحدّي.
  3. جسر بين الثقافات والجماهير: الجمهور الذي يحضر عروضاً بلغات متعددة يجد نفسه في موقع التلاقح الثقافي، وليس مجرد مشاهدة.

ختاماً: Voilà! Europe 2025 ليس مهرجانا مسرحياً فحسب، بل أحداثاً جماعية تُعيد لنا معنى التجربة الجماعية — في زمنٍ غالباً ما يشعر فيه الفنّ بأنّه منعزل أو مكمّم. هنا، في الخريف اللندني، تُجدّد المسرح جذوره وتتوسّع آفاقه نحو ما يتجاوز اللغة والمكان. لمن يبحث عن الفنّ الذي يحرّك الفكر قبل العاطفة، ويُعيد سؤال «ماذا يعني أن نكون معاً؟»، فإن هذا الحدث هو المكان.

شارك على:
اشحن ساعتك وهي في معصمك: مستقبل يُعيد تعريف الوقت

ثورة تقنية تعيد تعريف الوقت والراحة.

متابعة القراءة
لماذا أصبحت Utility Jacket القطعة المفضلة لدى عشّاق الأسلوب الجريء هذا الموسم؟

مزيج مثالي بين القوة والأناقة!

متابعة القراءة