تتبدّل الفصول، وتتبدّل معها عاداتنا وأسلوبنا في العناية بأشيائنا الثمينة. وبين كل ما نحمله يومياً، تبقى الساعة أكثر من مجرد أداة لقياس الزمن، إنها انعكاس للذوق، والدقّة، والاهتمام بالتفاصيل. ومع الطقس المتقلّب بين حرٍّ ورطوبة وبرودة، تحتاج ساعتك إلى روتين عناية موسمي يحافظ على أدائها الرفيع ولمعانها الذي يليق بمعصمك.
خدمة الصيانة الوقائية… قبل أن يتوقّف الوقت
تغيّر درجات الحرارة والرطوبة يؤثر بشكل مباشر على آلية الساعة الداخلية، حتى في الطرازات المقاومة للماء. لذلك، يُستحسن فحص الساعة دوريًا — مرة كل عامين أو عند تبدّل الفصول الانتقالية — لضمان سلامة الحركة ومقاومة العلبة للماء. هذه الصيانة الوقائية ليست ترفاً، بل استثمار يضمن بقاء ساعتك في كامل أناقتها ودقّتها، تماماً كما صُنعت لتكون.

الخامات والطقس… تفاعل دقيق يحتاج انتباهاً
كل خامة في الساعة لها طريقتها في التفاعل مع المناخ. فالسوار الجلدي مثلاً، يتأثر بجفاف الهواء في الشتاء، بينما قد يتعرض المعدني للتآكل بفعل الرطوبة في الصيف. لذا، يُفضّل:
- استبدال السوار الجلدي بآخر معدني أو مطاطي في المواسم الرطبة أو الممطرة.
- تجنّب نقل الساعة فجأة من البرد إلى حرارة عالية، لتفادي التكاثف داخل العلبة.
هذه التفاصيل الصغيرة تحمي الميكانيكية الدقيقة داخل ساعتك من خلل غير متوقّع.
التنظيف والتخزين… بداية موسم جديد بأناقة
قبل كل موسم، امنح ساعتك لحظة اهتمام خاصة. نظّفها برفق باستخدام قطعة قماش ناعمة وجافة لإزالة الغبار وبصمات الأصابع. وإذا كنت تخطط لعدم استخدامها لفترة، احفظها في علبة مبطنة بعيداً عن الضوء المباشر والمجالات المغناطيسية، مع الحفاظ على درجة حرارة معتدلة.
وإن كانت ميكانيكية، شغّلها بين الحين والآخر كي تبقى الحركة مرنة وسلسة، فلا يتجمّد الزمن داخلها.

في الخريف تحديداً… الوقت له طقس آخر
الخريف فصل المفاجآت: صباح منعش، مساء بارد، ورذاذ خفيف لا يُتوقّع. هنا، تُختبر أناقة ساعتك في الظروف المتقلّبة. لذا احرص على:
- إحكام إغلاق العلبة قبل الخروج في الهواء الطلق.
- تنظيف السوار والمشبك بعد أي نشاط خارجي لتجنّب الترسبات.
- عدم ترك الساعة في السيارة أو تحت أشعة الشمس لفترات طويلة.
هذه الخطوات البسيطة تضمن أن تبقى ساعتك بأبهى حالاتها، مهما تقلب الطقس.
الاهتمام بالساعة… احترام للوقت وللذوق
العناية الموسمية ليست مجرّد صيانة دورية، بل هي طقس يعكس وعيك بجمال التفاصيل. حين تحافظ على ساعتك، فأنت لا تصون قطعة فاخرة فحسب، بل تحافظ على جزء من إيقاعك الشخصي، ذاك الذي يضبط الزمن على إيقاع أناقتك.



