سامر جوني جمال يخبرنا عن شركة Meta 

يتحدّث مدير الشراكات الاستراتيجية لشركة Meta في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن كيفية قيام المبدعين في هذه المنطقة بالذات بدمج الثقافة، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، لصياغة محتوى ذي صلة عالمية بقدر ما هو متجذّر محلياً.

أنت تقود شراكات عالمية في منطقة تُعيد صياغة قواعد الثقافة والمحتوى. كيف ترى مُبدعي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يُشكّلون مستقبل سرد القصص الرقمية على منصات Meta؟ 

يتصدّر مُبدعو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سرد القصص الرقمية، حيث يمزجون التراث الثقافي الغني بالنهج المُتمرّس في التكنولوجيا. أُعجب باستمرار بسرعة تبنّيهم لأحدث التقنيات وتطوير محتواهم ليَلقى صدى عالمياً. ما يبرز حقّاً هو طموحهم ـ ليس فقط بالنجاح محلياً، بل بترك بصمة على الساحة العالمية.

يتمثّل دور Meta في توفير تقنيات تُزيل الحواجز، مثل التعليقات المغلقة، والترجمات، وقدرات الذكاء الاصطناعي، مما يُمكّن المُبدعين من الوصول إلى جمهور أوسع. مع استمرار مُبدعي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الابتكار والسّعي إلى النجاح العالمي، فإنّهم لا يُشكّلون فقط سردية المنطقة ـ بل يقفون جنباً إلى جنب مع المُبدعين الدوليين، وهذا يُشعرني بفخرٍ كبير.

كيف توفّق بين ما يرغب به المبدعون وما تقدّمه المنصّة من ابتكار ووصول؟ 

يتمثّل جوهر دوري في التشاور مع الشركاء لمساعدتهم على تعزيز أدائهم ووصولهم إلى الحدّ الأقصى. نحرص على أن يكون المبدعون والمشاهير على دراية تامة بمجموعتنا الشاملة من أدوات التعبير، ونبقيهم على اطلاع دائم بأحدث التقنيات والميزات على منصات Meta؛ سواءً من خلال ورش عمل مخصّصة أو جلسات فردية.

لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع ـ يختار المبدعون من بين مجموعة واسعة من الأدوات التي تناسب احتياجاتهم الفريدة. مع تطوّر منصّاتنا وتقنياتنا، وخاصةً مع تزايد أهمية الذكاء الاصطناعي، نشهد لجوء المزيد من المبدعين إلى Meta AI للحصول على الدعم، والإلهام، والتوجيه طوال رحلة إنشاء المحتوى.

كيف تكتشف التوجّهات الجديدة الكبيرة لمنشئي المحتوى قبل أي شخص آخر؟ 

الأمر ليس سهلاً. من الصعب التنبّؤ بالتوجّهات؛ فهي غالباً ما تنشأ تلقائياً من الثقافة الشعبية، ويمكن أن تنجم عن مصادر متنوعة، بدءاً من اللحظات “الفايرال” ووصولاً إلى التحوّلات في سلوك الجمهور. ما تعلّمته هو أنّ التوجهات تأتي في دورات، حيث تشهد بعض الفترات محفّزات أكثر تفجّراً من غيرها. أنا شخصياً أقضي وقتاً طويلاً منغمساً في وسائل التواصل الاجتماعي، متابعاً نبض ما يحدث. لكن الأمر لا يقتصر على الحدس فقط. في Meta، لدينا خوارزميات قوية تلعب دوراً حاسماً في إبراز الأنماط الناشئة. خذ، على سبيل المثال، ميزة “أضف ما لديك” في الـ”ستوريز”، فسهولة استخدامها وارتباطها بالثقافة جعلاها شائعة على نطاقٍ واسع.

إذا طُلب منك اختيار مجال واحد تستثمر فيه Meta بشكلٍ كبير في المبدعين حالياً، فما الذي يثير حماسك أكثر ـ الفيديو، أم الواقع المعزّز، أم الذكاء الاصطناعي، أم شيء لم نشهده بعد؟

بينما يظلّ الفيديو محور تركيز رئيسي، فإنّ ما يثير حماسي أكثر حالياً هو الذكاء الاصطناعي. أطلقنا “ميتا للذكاء الاصطناعي” Meta AI في المنطقة في مايو الماضي، وهو الآن مُدمج في جميع تطبيقاتنا، من واتساب وإنستغرام إلى ماسنجر وفايسبوك، بالإضافة إلى التطبيق المُستقل، وتأثيره واضح: يَسْتَخْدِم “ميتا للذكاء الاصطناعي” الآن أكثر من مليار شخص حول العالم.

يُعتبر الذكاء الاصطناعي موضوعاً مُثيراً للاهتمام ـ ولكن كيف ترى المبدعين يستخدمون Meta AI في عملهم، بعيداً عن مجرّد التجربة؟ 

ما يثير حماسي حقّاً هو الفائدة التي يقدّمها Meta AI للمبدعين والمستخدمين اليوميين. لقد أصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، حيث يُساعد في كلّ شيء، من تخطيط أفكار المحتوى وإلهام الآخرين، إلى تنظيم الرحلات وإدارة المهام اليومية بكفاءة. تخيّل فقط الوقت الإضافي الذي يكتسبه المبدعون للتركيز على ما هو أهم، بينما Meta AI مُتاح دائماً، وجاهز للمساعدة.

هل من مبدعين متميّزين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يبتدعون ابتكارات ثورية أو غير متوقّعة باستخدام الذكاء الاصطناعي؟ 

عندما أطلقنا Meta AI في المنطقة، تعاونّا مع عدد من المبدعين في حملة “ارتقي بكلّ لحظة” لإبراز إمكاناتها. على سبيل المثال، استخدم عمرو مسكون ويارا بو منصف Meta AI بطرق إبداعية وغير متوقّعة، موضحين كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُسهم في حياتنا اليومية. يُبرز عملهما مدى الابتكار الذي يمكن أن يُبدعه المبدعون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عند استخدامهم للتقنيات الجديدة.

يُعرف المبدعون في المنطقة بمزجهم بين التقاليد والابتكار. كيف يتجلّى هذا المزيج الثقافي في نوعية المحتوى الذي يقدّمونه؟ 

ما يميّز المبدعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو نسجهم العفوي للابتكار في ثقافة نابضة بالحياة، متنوّعة، وعميقة الجذور. هذا يجعل قصصهم تبدو أصيلة وواقعية، وذات صلة فورية، ليس فقط بالجماهير في جميع أنحاء المنطقة، بل بالمجتمعات العالمية التي تبحث عن محتوى ذي “روح حقيقية”. نشهد هذا يتجلّى في جميع القطاعات. يُعيد مبدعو الطعام العرب ابتكار وصفات كلاسيكية بتقنيات حديثة، مع الحفاظ على جوهر التقاليد، مثل الشيف حسين فياض الذي يُضفي على الأطباق الشهيرة لمسة معاصرة. تُجسّد كارن وازن تقاليد العائلة اللبنانية في مدوّنات الفيديو الخاصة بها، مُحافظةً على طابعها العصري والمألوف، بينما يُقدّم عمرو مسكون محتوى علامة تجارية من خلال أفلام سينمائية قصيرة تحمل دائماً لمسة عربية. أصبح هذا التوازن بين تكريم التراث ودفع عجلة الابتكار سمة مميّزة للإبداع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

لو طلب منك تحديد اتجاه واحد ينبغي أن نتابعه جميعاً من صنّاع المحتوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام ٢٠٢٥، فماذا سيكون؟ 

من أهمّ الاتجاهات التي يجب متابعتها من صنّاع المحتوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام ٢٠٢٥ هو التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي في ابتكار المحتوى وتحريره. مع تزايد دمج الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الصيغ السريعة الزوال مثل الـ”ستوريز” وتطبيقات التحرير، سيتمكّن صنّاع المحتوى من إنتاج محتوى أسرع وبإبداعٍ أكبر. ومن التحوّلات المثيرة الأخرى ازدياد التعاون، حتى بين المشاهير، الذين يتعاونون الآن مع صنّاع المحتوى الرقمي للاستفادة من نجاحهم والتواصل مع الجماهير الأصغر سنّاً. باختصار، توقّع رؤية المزيد من الإبداع المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ومحتوى مصمّم خصّيصاً للمشاهدين الأصغر سنّاً، وتعاون غير مسبوق في المشهد الإبداعي في المنطقة.

شارك على:
مصر من بينها.. أفضل الوجهات السياحية خلال فصل الخريف

فصل الخريف هو أحد أفضل الفصول للسفر والاستكشاف، حيث تتغير…

متابعة القراءة
هل يُحسّن “الاستحمام في الغابات” فعلاً الصحة النفسية؟

حقائق علمية حول فوائد الطبيعة على الصحة النفسية.

متابعة القراءة