يستمر الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، في تصدر العناوين العالمية، ليس فقط بابتكاراته في مجالات السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي والفضاء، بل أيضًا بفضل الصفقات المالية الضخمة التي تُعد من أجرأ وأكبر ما شهدته الشركات العالمية على الإطلاق.
الرقم هذه المرة ليس عاديًا، بل فاق كل التوقعات وأثار جدلًا واسعًا بين الاقتصاديين والمستثمرين حول العالم.
١- أضخم راتب في التاريخ الحديث
بحسب ما أوردته صحيفة The Daily Jagran، حصل ماسك على حزمة مالية تعويضية هائلة تقدّر بنحو تريليون دولار أمريكي، أي ما يعادل تقريباً 83 تريليون روبية هندية، وهي قيمة تفوق الناتج المحلي الإجمالي لعدة دول مجتمعة.
الصفقة نالت موافقة أكثر من 75% من مساهمي تسلا خلال الاجتماع السنوي في مدينة أوستن بولاية تكساس، لتصبح أكبر صفقة رواتب في تاريخ الشركات.
إيلون ماسك علّق على الحدث بوصفه “نقطة تحول في تاريخ تسلا”، مؤكداً أن الشركة تستعد لمرحلة جديدة من التوسع والابتكار، بينما ظهر على المسرح محتفلًا إلى جانب الروبوت البشري “أوبتيموس” الذي تطوره شركته.
٢- راتب إيلون ماسك: مشروط بالإنجاز لا الزمن
من اللافت أن راتب ماسك لا يعتمد على راتب شهري أو مكافآت ثابتة، بل هو نظام تعويض قائم على الأداء.
فكل جزء من هذه الحزمة يرتبط بتحقيق أهداف ضخمة وطموحة وضعتها تسلا، من بينها:
- رفع القيمة السوقية للشركة من 1.5 إلى 8.5 تريليون دولار.
- بيع أكثر من 12 مليون مركبة كهربائية إضافية.
- إطلاق مليون سيارة أجرة ذاتية القيادة.
- تصنيع مليون روبوت بشري عامل.
بمعنى آخر، لا يتقاضى ماسك هذا المبلغ إلا إذا تحققت هذه الأهداف، ما يجعل الصفقة رهانًا طويل الأمد على المستقبل التكنولوجي لتسلا.
٣- مقارنة بين ماسك وأعلى المديرين التنفيذيين في العالم
لمعرفة حجم الفارق، إليك مقارنة بسيطة بين رواتب أبرز القادة في عالم التقنية:
| المدير التنفيذي | الشركة | الراتب السنوي التقريبي |
|---|---|---|
| ساتيا ناديلا | مايكروسوفت | 79 مليون دولار |
| تيم كوك | آبل | 75 مليون دولار |
| جينسن هوانغ | إنفيديا | 50 مليون دولار |
حتى وإن جمعنا رواتب هؤلاء الثلاثة معًا، فلن تقترب من الرقم الفلكي الذي حصل عليه ماسك. ما يعكس مدى ضخامته وتفرده في عالم الأعمال.
٤- صفقة تتخطى حدود الاقتصاد العالمي
القيمة الإجمالية لحزمة ماسك البالغة تريليون دولار تجعلها أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لأكثر من 170 دولة حول العالم.
فعلى سبيل المثال، هذا المبلغ يعادل ثلاثة أضعاف اقتصاد باكستان، ويقترب من حجم الاقتصاد البولندي بأكمله.
ويُقدّر أن فقط 20 دولة في العالم تمتلك ناتجًا محليًا إجماليًا أعلى من هذه الصفقة. وهو ما يجعلها سابقة لم يشهدها التاريخ الاقتصادي الحديث.
٥- رسالة ماسك للعالم
بعيدًا عن المبالغ الفلكية، تُظهر هذه الصفقة فلسفة ماسك المعروفة: الاعتماد على المخاطرة والابتكار كمحرك للنجاح.
فهو لا يكتفي بتحقيق الأرباح، بل يسعى إلى إعادة تشكيل مستقبل البشرية عبر مشاريع جريئة تشمل السفر إلى المريخ، الذكاء الاصطناعي، والطاقة المستدامة.



