الكود الأول الذي غيّر العالم.. بيل غيتس يكشف بداية مايكروسوفت

بيل غيتس، اسمٌ لا يختفي عن ساحة التكنولوجيا، يَروي اليوم لحظة صنعت التاريخ. بعد خمسين عامًا من كتابة الكود الأول الذي أطلق شركة “مايكروسوفت”، يعود ليستذكر تلك البدايات المتواضعة، حين خطّ بيديه على آلة “تيليتايب” كودًا بسيطًا بلغة “BASIC”، ليكون الشرارة الأولى لثورة رقمية شملت العالم.

في هذه التدوينة، أعاد بيل غيتس الحياة إلى تلك اللحظة، حيث لا أجهزة متطورة، ولا أدوات برمجة حديثة، فقط شغفٌ وحلمٌ مشترك مع صديقه بول ألين. قصةٌ بدأت في ربيع 1975، لكنها لم تنتهِ بعد، بل امتدّت لتصبح أساسًا لما يعرفه العالم اليوم من نظم تشغيل وبرامج حاسوبية لا غنى عنها.

١- بداية الكود على آلة “تيليتايب”

استعاد بيل غيتس ذكريات الكود الأول الذي كتبَه على آلة بدائية تُعرف بـ”تيليتايب”. رغم تقنياته البسيطة مقارنةً بالأدوات الحديثة، هذا الكود زرع البذور الأولى لما أصبح لاحقًا عملاق البرمجيات “مايكروسوفت”.

٢- وحيٌ من مجلة وصداقة غيرت المسار

في يناير 1975، وقعت عينا بيل غيتس وبول ألين على مقال في مجلة Popular Electronics تحدّث عن جهاز جديد يدعى “Altair 8800”. لم ينتظرا كثيرًا، تواصلا مع الشركة المصنعة وعرضا تطوير برنامج للجهاز، رغم غياب أي تجربة سابقة أو نموذج فعلي بين يديهما.

٣- من هارفارد إلى برمجة “BASIC”

آنذاك، كان بيل غيتس لا يزال طالبًا في جامعة “هارفارد”، إلا أن الشغف دفعه للعمل ليلًا ونهارًا مع صديقه على تطوير برنامج بلغة “BASIC”، التي كانت قد ظهرت في جامعة “دارتموث”. شهران من الجهد المكثّف أنتجا ما وصفه غيتس لاحقًا بـ”أروع كود كتبته في حياتي”.

٤- من كود بدائي إلى إمبراطورية برمجيات

شكّل هذا البرنامج البسيط أساس أول نظام تشغيل لـ”Altair”، ثم انطلقت بعدها البرامج الأشهر عالميًا مثل “Microsoft Word” و”Excel” و”PowerPoint”، بالإضافة إلى نظام “Windows” الذي بات المحور الأهم في حواسيب العالم.

٥- “الحلم تحقق”

خلال تدوينته وفيديو قصير أرفقه، وصف بيل غيتس شعوره تجاه الذكرى الذهبية لمايكروسوفت بقوله: “خمسون عامًا رقم ضخم.. من الجنون أن الحلم قد تحقق”. لم يكن يتصور أن الشغف الذي بدأ من غرفة صغيرة سيقوده إلى بناء شركة تبلغ قيمتها اليوم مئات المليارات.

ختامًا، لا تتمحور قصة بيل غيتس فقط حول البرمجة والتقنيات، بل هي شهادة على قوة الحلم، وقيمة المبادرة، وعظمة الشغف حين يُترجم إلى فعل. لم يكن الكود الأول الذي كتبه مجرّد أسطر برمجية، بل كان جسرًا عبَر به إلى عالمٍ جديدٍ من الإمكانيات. فبين سطور تلك الأكواد، خُطّت بداية إمبراطورية غيّرت وجه العالم.

شارك على:
رحلة داخل عقل دافنشي: تجربة فنية تفاعلية أعادت ابتكار العبقرية

لم يكن ليوناردو دافنشي فنانًا فقط، بل كان موسوعة بشرية…

متابعة القراءة
كيف شكّلت الساعات علاقة تاريخية بين رمزية الفن والأناقة؟

منذ ظهور الساعات كإكسسوار قابل للارتداء، تحوّلت من أداة عملية…

متابعة القراءة