إنجاز عربي يهزّ الأوساط العلمية: من صاحب جائزة نوبل هذا العام؟

في أكتوبر 2025، نال العالم العربي عمر ياغي جائزة نوبل في الكيمياء بجانب عالمين آخرين، تقديرًا لإنجازهم في ابتكار هياكل جزيئية دقيقة ذات مسام كبرى، تُعرف باسم “الإطارات المعدنية العضوية” أو MOFs.

ياغي — عالم كيمياء من أصول فلسطينية وُلد في عمّان، الأردن — أصبح أول عربي يحصل على نوبل في هذا الفرع العلمي بالتحديد.

١– النشأة والمسار التعليمي

ولد عمر موانس ياغي عام 1965 في عائلة فلسطينية تستقر في عمّان، وعاش طفولته في ظروف اقتصادية صعبة.

حين بلغ الخامسة عشرة، هاجر إلى الولايات المتحدة رغم معرفته المحدودة باللغة الإنجليزية، والتحق بمعهد المجتمع Hudson Valley Community College ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة Albany، ونال الدكتوراة في الكيمياء من جامعة إلينوي عام 1990.

٢– إنجازه العلمي: الكيمياء الرُتِّيكولَرية والإطارات المعدنية العضوية

اختار ياغي أن يوجه طاقته إلى بناء هياكل جزيئية يمكنها استقبال الغازات أو مرورها أو احتجازها، فابتكر مفهوم الكيمياء الرُتِّيكولَرية (Reticular Chemistry)، التي تجمع بين الأيونات المعدنية وروابط عضوية لتشكيل بلورات تمتاز بمسامات كبيرة وثابتة.

قاد ياغي فريقه لتصميم مواد من فئة “الإطارات المعدنية العضوية (MOFs)” تستطيع احتجاز غازات مثل ثاني أكسيد الكربون، أو سحب بخار الماء من الجو، أو حتى تحفيز تفاعلات كيميائية داخل تلك الفراغات.

أنشأ ياغي نموذج MOF-303، الذي أظهر قدرته على استخلاص الماء من الهواء الصحراوي باستخدام الطاقة الشمسية فقط.

بهذه الابتكارات، فتح المجال أمام تطبيقات مفصلية: مثل التخلص من الملوثات، والتقاط ثاني أكسيد الكربون، وإمداد المياه في المناطق شحيحة الرطوبة.

٣– الأثر والتكريمات

منذ إنجازاته، حاز ياغي على جوائز دولية مرموقة مثل جائزة وولف في الكيمياء عام 2018، وجوائز أخرى في الاستدامة والتكنولوجيا.

في عام 2025، نال جائزة نوبل في الكيمياء إلى جانب ريتشارد روبسون وسوسومو كيتاغاوا، تقديرًا لما قدموه في إنشاء الإطارات الذرية التي تساهم في معالجة مشاكل بيئية كبيرة.

كما حمّلت الجامعة الأميركية في بركلي منصب “أستاذ جامعة” له، وهو أعلى لقب يُمنح للعلماء ذوي التأثير الرفيع في نظام الجامعات.

اختار عمر ياغي درب الابتكار، فحوّل تحديات نشأته إلى وقود لفضوله العلمي. اليوم، يقف اسمه بين علماء العالم، ليس باعتباره أول عربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء فقط، بل كرائد يفتح آفاقاً للتقنيات البيئية المستدامة.