مع إطلاق YSL Beauty لعطر Y Le Parfum، يتحدّث ليني كرافيتز عن التعبير عن الذات، والقوّة، وعن العيش دون مساومة.
قلّةٌ قليلة من الفنّانين تجسّد الروعة الخالدة مثل ليني كرافيتز. بألقابه المتعدّدة كموسيقي، وأيقونة أزياء، ومصمّم، والآن كسفير عالمي لخط عطور Y من YSL Beauty، يواصل كرافيتز تحدّي التقاليد مع الحفاظ على أصالته. مع Y Le Parfum، أحدث فصل في سلسلة عطور Y، تبدو شراكته مع الدار شخصية جداً وأكثر من أيّ وقتٍ مضى ـ ليس فقط بسبب تاريخه مع الدار (كانت والدته ترتدي أزياء وعطور Saint Laurent) أو شغفه بالعطور الجريئة والحسّية، ولكن لأنّ هذا العطر يعكس فلسفته الإبداعية الخاصة: قوي، عفوي، وإنساني بعمق. في هذه المقابلة الحصرية مع ELLE Arabia، يتأمّل كرافيتز في تطوّره الشخصي، وفي العطر الذي يسكن الذاكرة، وفي القوّة العالمية للأصالة.
يتمحور جوهر علامة YSL Beauty حول المزج بين الجرأة والأناقة. كيف ترى نفسكَ في هذه الرؤية كسفير عالمي للدار؟
لطالما كنتُ معجباً بدار Saint Laurent منذ صغري. كانت والدتي ترتدي ملابس Saint Laurent، ليس فقط ملابس الدار، بل وعطورها أيضاً، لذا كنتُ دائماً على درايةٍ بها. لذا عندما تلقيتُ هذه الدعوة للتعاون مع YSL، بدا لي الأمرُ مُناسباً جداً، لأنّني أولاً وقبل كلّ شيء، فهمتُ أنّني لن أقدّم شيئاً تجارياً لا يمتُّ إلى حياتي أو ما أُحبّه بِصِلَة ـ يُمكن أن نشتمَّ من بعيد رائحة الشيء غير الأصيل. وهكذا بدأت. العطر جميل، جريء، رائع، آسر، ولا يستأذنكَ ـ إنّه كما هو، وأنا أحبّ ذلك. أحبّ الجرأة، وأحبّ الروائح القوية والأنيقة في آنٍ واحد. هذا أمرٌ بالغ الأهمية.
أصبح عطر Y من YSL مرادفًا للرجولة الخالدة. ما الذي يعرّف في رأيك الرجولة الحقيقية عام ٢٠٢٥، وكيف يتناسب عطر “Y” مع هذا المفهوم؟
نستخدم كلمة “رجولي” لأنّه (العطر) جريء وقوي، لكنّني أعرف الكثير من النساء اللواتي يستخدمنه أيضاً، لأنّ كلّ شيء أصبح الآن للجنسين، أليس كذلك؟ لديّ صديقات يشممنه عليّ، ويُعجبن به، وينتهي بهنّ الأمر بأخذ الزجاجة لأنهنّ يرغبن في استخدامه. اليوم، اختفت الحدود تماماً ـ فالجرأة والقوّة صفات أنثوية أيضاً.
لقد تعاملتَ مع بعض العلامات التجارية على مرّ السنين، ولكن ما الذي دفعكَ للإنضمام إلى YSL Beauty؟ هل كانت هناك لحظة أو تجربة محدّدة حسمت الأمر؟
كان الأمر فورياً. أعني، أَحْضَروا لي العطر لأشمّه وأراه، لكنّني كنتُ قد انضممت إلى الفريق بالفعل منذ تلقّيتُ المكالمة الهاتفية، فكما ذكرتُ، لطالما تأثّرتُ بالرؤية التي لدى Saint Laurentـ بدءاً من الملابس وصولاً إلى العطور، ولكن أيضاً أسلوب الحياة، والديكورات الداخلية، وكلّ شيء. إنّها تلك الأجواء الباريسية الجذابة الخالدة التي لطالما جذبتني.
لدى YSL تاريخ طويل من تحدّي التقاليد في عالم الموضة والجمال. كيف تتحدّى تقاليدكَ الشخصية عندما يتعلّق الأمر بالعناية الشخصية أو العناية بالذات؟
أرشّ دائماً عطر Y فوق كلّ شيء، إنّه مُسكِر ويُهيّئني ليومي ـ هذه هي البداية بالنسبة لي. أعتقد أنّ لكلّ شخص عاداته الخاصة. بالنسبة لي، أستخدم صابوناً طبيعياً عضوياً، وكلّ ما أستخدمه يُشبه ذلك. وأعتقد أنّ هذا هو الرائع في الأمر، أنّ كلّ واحدٍ منّا يُضفي على العطر طابعه الخاص. العطر هو ما هو عليه، لكن رائحته تختلف عليكَ وعلى بشرتك وفقاً لتركيبتكَ الكيميائية، ولما استحممتَ به، وما دلّكتَ به جسمكَ. وهكذا، تكون تجربتنا معه مختلفة بعض الشيء. هذا جزء من رسالة عطر Y، إنّه يتعلّق بشخصيتك الفردية، وأصالتك، ويتعلّق بك أنت.
صُمّم عطر Y Le Parfum لتجربة أكثر كثافةً وإغراءً. كيف تتعاملُ شخصياً مع “الكثافة” في حياتك،َ سواءً في العلاقات، أو الإبداع، أو الأناقة؟
الكثافة أو التكثيف بالنسبة لي يعني امتلاك توجّهك الخاص والمضي قدماً معه حتى النهاية، وهذا يعود إلى الثقة بالنفس. هذا ما أفعله في كلّ شيء في حياتي، سواءً كان موسيقى أو تصميماً أو تصويراً أو صناعة أثاث أو أيّاً كان ما أحبّ فعله، إنّه معرفة ما تحاول فعله والسعي إليه بكلّ قوّتك للتعبير عنه على أكمل وجه. هذا هو التكثيف بالنسبة لي. عدم تملّكك لشخصيتك وعدم خوفك منها. أنا لا أتبع خطى أحد. قد أتأثّر بأشياء أخرى، لكن لديّ أصالتي، وهذا من أنا، وهذا ما أواصل العمل على تحقيقه.

العطر مُحفّز قوي للذاكرة. هل هناك رائحة مُحدّدة تُعيدك إلى لحظة فارقة في حياتك المهنية أو الشخصية؟
كنتُ في الخامسة أو السادسة من عمري تقريباً، وما زلتُ أذكر والدتي وهي تستعدّ للخروج. كانت تخرج من الحمام، ترتدي ملابسها، ثم ترشّ العطر. أستطيع شمّ رائحته الآن وأنا أسترجع تلك الذكرى. وأصبح ذلك بالنسبة لي بمثابة شيء يُميّز شخصيّة والدتي. بعد وفاتها، سمع شخصاً عن ذلك العطر الذي كانت تضعه والدتي، فأهداني زجاجة منه. عندما أرشّه في الغرفة، أشعر وكأنّني أعود إلى طفولتي ـ الشقة التي عشنا فيها، والدتي، ذلك الشعور بالحبّ والأمان الذي شعرتُ به منها. وينطبق الأمر نفسه على الموسيقى أو الأغنية التي تُشكّل جزءاً من الذاكرة. تعود بي فوراً بالذاكرة بمجرّد سماعها.
هل ما زلتَ تحتفظ بتلك الزجاجة؟
لم أعد أحتفظ بها، لكنّني أستطيع الحصول عليها. ما زالت موجودة. إنّها ذكرى رائعة.
الجولات والعروض الحية جزءٌ أساسي من هويتكَ كفنّان. كيف تطوّرت معك تجربة الوقوف على المسرح على مرّ السنين، وخاصةً الآن مع طاقة ومواضيع Blue Electric Light؟
أنا الآن في أفضل حالٍ مررتُ به في حياتي، ولا أقول ذلك باستخفاف. لقد تطلّب الأمر منّي الكثير للوصول إلى هنا. جميعنا في رحلة نحو الثقة بالنفس وتقبّل ذواتنا، والرضا عن أنفسنا. إنّها عمليةٌ مستمرّة. لكنّني وصلتُ إلى حالةٍ من السلام الداخلي أحملها معي أينما ذهبت. العروض ـ في الواقع، لا أسمّيها عروضاً ـ الحفلات الموسيقية، هذه الاحتفالات بالحياة التي أشاركها مع كل هؤلاء الرائعين الذين دعموني على مرّ السنين، كانت أفضل عروض في مسيرتي الفنّية. أعتقد أنّ ذلك يعود جزئياً إلى مرور الزمن. أنا الآن أكثر انفتاحاً، وأكثر سعادة. وحدث شيءٌ جميلٌ آخر مع مرور الزمن: فقد تعاقبت الأجيال. الآن، بين الحضور، أجدُ من سنّ السابعة إلى السابعة والسبعين، ومن المذهل رؤية ذلك. جميعهم يحتفلون بالموسيقى، والأهم من ذلك، بالرسالة ومضمونها ـ وهذا هو الجوهر. الأمر لا يتعلّق بي، بل بالحبّ، والوحدة، والشمول، والامتنان، والله… كلّ هذه الأشياء الجميلة التي نحتاج إلى المزيد منها في عالمنا اليوم.



