هل أنت معرض لخطر المرض؟ دراسة تربط بين قلة الحركة والتدخين

يواجه الرجال في عالم يتسم بالإيقاع السريع والضغوط اليومية؛ تحدياتٍ صحية متعددة تتعلق بأسلوب حياتهم. من بين العوامل التي تؤثر بشكل كبير على الصحة العامة، تبرز قلة الحركة والتدخين كعاملين رئيسيين يزيدان من احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب، السكتة الدماغية، والسكري.
هل تعلم أن نمط حياتك قد يكون هو المفتاح للحفاظ على صحتك أو تعريض نفسك للخطر؟ في هذا المقال، نستعرض نتائج دراسة حديثة تربط بشكل مباشر بين قلة النشاط البدني والتدخين، ونوضح كيف يمكن لتعديلات بسيطة أن تقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض.

أهمية الحركة لصحة الرجل

التحرك والنشاط البدني لا يقتصران على تحسين اللياقة البدنية فقط، بل يلعبان دورًا حيويًا في تعزيز صحة القلب والدورة الدموية، وتنظيم ضغط الدم، وخفض مستويات الكوليسترول السيئ.
كما أن النشاط البدني الفعّال يتطلب تحريك الجسم بشكل منتظم للحفاظ على الصحة العامة، وحتى ممارسة الرياضة تسهم في التحكم بالوزن، وخفض ضغط الدم، وتعزيز صحة القلب والعظام.
فالنشاط البدني عامل مهم في تحسين الحالة المزاجية وتقليل القلق والاكتئاب، مما ينعكس بشكل إيجابي على الصحة النفسية والجسدية.

مخاطر صحية

في سياق متصل، ذكر خبراء اللياقة البدنية أن بقاء الجسم في وضعية ثابتة لأكثر من 60-90 دقيقة، سواء كان جلوساً أو وقوفًا، يحمل مخاطراً صحية كبيرة، حيث يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في القلب، زيادة الوزن، وتصلب الشرايين.
يشار إلى أن الدراسة أكدت على ضرورة زيادة الحركة اليومية، مثل ممارسة التمارين الخفيفة أو رفع معدل ضربات القلب لمدة 10-15 دقيقة على الأقل يوميًا.
كما لفت الخبراء إلى أهمية التحرك كل 30 دقيقة لتجنب آثار الجلوس الطويل، لما له من أثر جميل على الصحة البدنية ويعزز من النشاط والحيوية.

التدخين وتأثيره على الصحة

التدخين هو أحد أخطر العوامل التي تؤثر على صحة الرجال، حيث يضاعف من خطر الإصابة بأمراض القلب، الرئة، والسرطان.
تشير الدراسات إلى أن المدخنين يعانون من مشاكل في الأوعية الدموية، وتصلب الشرايين، مما يقلل من تدفق الدم ويزيد من احتمالية حدوث الجلطات والسكتات الدماغية.
كما أن التدخين يضعف جهاز المناعة، ويؤدي إلى تلف الأنسجة، ويُعقد من علاج الأمراض المزمنة.

قلة الحركة تساوي التدخين في خطورتها على الصحة

تشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أن قلة النشاط البدني تُعتبر من العوامل التي تساوي التدخين من حيث المخاطر الصحية، إذ تؤدي إلى زيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب، السكتات الدماغية، والسكري من النوع الثاني. وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية (WHO)، أن نمط الحياة الخامل يُسبب حوالي 3.2 مليون وفاة سنويًا حول العالم، وهو رقم يقارب عدد الوفيات الناتجة عن التدخين.

كما أظهرت دراسة نشرت في مجلات طبية أن الرجال الذين يمارسون أقل من 150 دقيقة من النشاط البدني أسبوعيًا يواجهون مخاطر أعلى بنسبة 20-30% للإصابة بأمراض القلب، تمامًا مثل المدخنين الذين يعانون من ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تؤكد هذه الدراسات أن عدم ممارسة الرياضة أو الاعتماد على نمط حياة خامل يعرض الإنسان لنفس قدر المخاطر التي يسببها التدخين، مما يبرز أهمية التوعية بأهمية النشاط البدني كجزء لا يتجزأ من نمط حياة صحي.

الحركة المنتظمة ضرورية للوقاية من الأمراض الخطيرة

أظهرت الأبحاث أن الانخراط اليومي في أنشطة بدنية معتدلة مثل المشي، وصعود السلالم، والتمارين الهوائية يساهم بشكل كبير في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وحتى 50% مقارنة بمن يظل في وضعية ثابتة معظم الوقت.

ويُشدد الخبراء على أن الجلوس لفترات طويلة، أكثر من 60-90 دقيقة، مرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة، وهو أمر يمكن تجنبه ببساطة من خلال تحريك الجسم كل نصف ساعة على الأقل. لذلك، فإن زيادة الحركة اليومية سواء من خلال التمارين الخفيفة أو الأنشطة اليومية مثل المشي أو الأعمال المنزلية، تعتبر من الإجراءات الوقائية التي تساوي في فعاليتها مكافحة التدخين من حيث حماية الصحة العامة.
هذه الحقائق العلمية تبرز أهمية أن يكون النشاط البدني جزءًا أساسيًا من روتين الحياة، ليس فقط لتحسين اللياقة، بل كوسيلة فعالة للوقاية من الأمراض الخطيرة، وتقديم دليل علمي واضح على أن قلة الحركة تمثل خطرًا صحيًا يعادل المخاطر المرتبطة بالتدخين.

كيف تحمي نفسك؟

  • ممارسة الرياضة بانتظام: المشي، الجري، ورياضات اللياقة البدنية تساعد على تحسين صحة القلب والعضلات، كما أن النشاط المنتظم يسهم بشكل كبير في التحكم بالوزن، وخفض ضغط الدم، وتعزيز صحة العظام.
  • الإقلاع عن التدخين: الدعم النفسي، العلاج، والبدائل تساعد على التخلص من هذه العادة الضارة.
  • اتباع نمط حياة صحي: تناول الطعام المتوازن، وتقليل الكربوهيدرات والدهون المشبعة، والحفاظ على وزن مثالي.
  • الفحوصات الدورية: متابعة ضغط الدم، والكوليسترول، ومستوى السكر في الدم للتدخل المبكر عند الحاجة.

أخيراً

الصحة هي استثمار حياة كامل. قلة الحركة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة وتؤثر على جودة الحياة.
والنشاط البدني الفعّال يتطلب تحريك الجسم بشكل منتظم للحفاظ على الصحة العامة، وهو عنصر أساسي أيضًا في التحكم بالوزن وخفض ضغط الدم، بالإضافة إلى تعزيز الحالة المزاجية.
لكن الخبر السار هو أن التغيير ممكن، وأن اتخاذ خطوات بسيطة نحو نمط حياة أكثر نشاطًا يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
ابدأ اليوم، وكن مسؤولًا عن صحتك، فحمايتك تبدأ من قراراتك الصغيرة التي تصنع الفرق.

شارك على: