يعد السرطان من التحديات الصحية الكبرى التي تؤثر على حياة المرضى بشكل عميق، خاصة الرجال الذين يواجهون ضغوطات نفسية وبدنية جمة. الدعم العاطفي يشكل عنصرًا حيويًا في رحلة العلاج، حيث يسهم في تحسين الحالة النفسية، وتقوية القدرة على التكيف، وتقليل الشعور بالوحدة والقلق.
ومع ذلك، تظهر الدراسات أن الرجال غالبًا ما يفتقرون إلى الدعم العاطفي الكافي، مما يؤثر سلبًا على مسيرتهم العلاجية ونوعية حياتهم.
الفروقات بين الرجال والنساء في التعامل مع المشاعر
يميل الرجال، بسبب عوامل ثقافية واجتماعية، إلى إظهار مقاومة أكبر للمشاعر والتعبير عن ضعفهم، معتقدين أن ذلك قد يقلل من احترام الآخرين لهم. هذه النظرة قد تمنعهم من طلب المساعدة النفسية أو مشاركة مشاعرهم مع الأهل والأصدقاء، مما يزيد من إحساسهم بالعزلة.
وبسبب هذه القناعات، قد يواجه الرجال المصابون بالسرطان صعوبة في التعبير عن مخاوفهم، مما يعوق حصولهم على الدعم العاطفي اللازم الذي يمكن أن يساعدهم على التكيف مع حالتهم الصحية.

تأثير نقص الدعم العاطفي على الرجال المصابين بالسرطان
عدم تلقي الدعم العاطفي الكافي يفاقم من حالة المرض النفسية، ويزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق، الأمر الذي يؤثر بدوره على استجابتهم للعلاج. كما أن ضعف الحالة النفسية قد يقلل من قدرتهم على الالتزام بالخطط العلاجية، ويؤدي إلى تدهور نوعية حياتهم بشكل عام.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الشعور بعدم الدعم يمكن أن يمنع الرجال من المشاركة بشكل فعال في القرارات المتعلقة بعلاجهم، مما يزيد من إحساسهم بعدم السيطرة على وضعهم الصحي.
أهمية توفير دعم عاطفي موجه لرجال السرطان
توفير دعم عاطفي فعال يتطلب فهمًا عميقًا لاحتياجات الرجال، والتعامل معهم بطريقة تركز على تعزيز الثقة، وتوفير بيئة آمنة للتعبير عن المشاعر. من المهم تشجيع الرجال على التحدث عن مخاوفهم، وتقديم الدعم النفسي من خلال جلسات استشارية، أو برامج دعم جماعية، أو عبر مشاركة أفراد من أسرهم.
كما يُعد تفعيل دور المجتمع والأسرة في دعم الرجال، وتغيير الصورة النمطية التي تربط التعبير عن المشاعر بالضعف، من الخطوات الأساسية لتعزيز الدعم العاطفي وتيسيره.
كيف يمكن للمجتمع والمؤسسات تحسين الدعم العاطفي لرجال السرطان
يجب على المؤسسات الصحية والمجتمعية العمل على تصميم برامج خاصة تركز على تلبية الاحتياجات العاطفية لرجال السرطان، من خلال تدريب الطواقم الطبية على التعامل مع المشاعر والصراعات النفسية، وتوفير موارد مخصصة لدعم المرضى نفسيًا. كذلك، تعزيز الوعي العام حول أهمية الدعم العاطفي، وتغيير المفاهيم الاجتماعية عن الرجولة، بحيث يُنظر إلى طلب المساعدة والدعم على أنه قوة وليس ضعفًا.
وأخيرًا، تشجيع الرجال على بناء شبكات دعم من الأصدقاء والعائلة، وتوفير منصات تتيح لهم مشاركة تجاربهم والتعبير عن مشاعرهم بحرية.

الاستثمار في الدعم العاطفي يعزز التعافي ويحسن جودة الحياة
الرجال المصابون بالسرطان يمرون بتحديات فريدة تتطلب دعمًا عاطفيًا خاصًا وموجهًا. إذ أن توفير بيئة داعمة يمكن أن يحسن من حالتهم النفسية، ويعزز من قدرتهم على التكيف مع المرض، ويزيد من فرص نجاح العلاج. إذن، من الضروري أن يولي المجتمع، المؤسسات الصحية، والأسر اهتمامًا أكبر لهذا الجانب، وأن يعملوا على تفعيل برامج دعم نفسي تركز على تلبية احتياجات الرجال، وتحطيم الحواجز التي تعيقهم عن طلب المساعدة.