هل يمكن لأي شخص تغيير بطارية الساعة؟

نعم، من الناحية العملية يمكن لصائغٍ محليٍّ مؤهل أن يبدّل بطارية معظم ساعات اليد، خصوصًا تلك التي تعمل بآليات كوارتز شائعة الصنع.
فالشركات المصنّعة لحركات الساعات في سويسرا واليابان معروفة عالميًا، ومعظم صائغي الساعات يعرفون كيفية استبدال البطاريات التقليدية دون صعوبة تُذكر.
لكن هذا الجواب المبسّط لا يغطي المخاطر والتفاصيل التي قد تترتب على إجراءٍ يبدو عاديًا.

لماذا قد تفضّل إرسال ساعتك إلى مركز خدمة رسمي؟

ثلاثة أسباب أساسية تستدعي التفكير مرتين قبل أن تختار ورشة عشوائية: الضمان، والحفاظ على مقاومة الماء، وتوافر قطع الغيار الأصلية.

أولًا، تغيير البطارية محليًا قد يبطِل بعض الضمانات المقدمة من المصنع أو التاجر؛ المراكز الرسمية عادةً تضيف امتدادات أو تغطيات عند إجراء خدمات كاملة، بينما لا يمكن للشركة ضمان عمل طرف ثالث.

ثانيًا، التأكد من أن الساعة ستظلّ محكمة الإغلاق ومقاومة للماء بعد إعادة التجميع يحتاج أدوات اختبار متخصّصة لا تتوافر لدى جميع الورش.

ثالثًا، فتح العلبة يكشف أحيانًا عن مشاكل أخرى (حلقات مطاطية متعبة، شقوق في الكريستال، أو أجزاء بحاجة لاستبدال) والتي قد لا تتوفر لها قطع أصلية لدى الورشة المحلية.

مخاطر شائعة عند تغيير البطارية خارج مراكز الخدمة

الخطأ الأكثر شيوعًا هو تركيب بطاريةٍ غير مناسبة أو إهمال تشحيم الحلقة المطاطية (O-ring) أو استبدالها عند تلفها، ما قد يؤدي إلى تسرب الماء ودخول الرطوبة التي تُحدث أضرارًا جسيمة بالحركة الداخلية.

أخطاء أخرى قد تقع عند إعادة تركيب الغطاء الخلفي دون استخدام الأدوات الملائمة أو دون التأكد من شدّ البراغي بالشكل الصحيح، فتُصبح الساعة عرضة للتسرّب أو لفقدان الضغط المناسب. كما أن فتح العلبة قد يكشف عن تدهورٍ في أجزاءٍ أخرى تحتاج إلى استبدالٍ بقطعٍ أصلية لا تتوافر دائمًا في الورش الصغيرة.

مقاومة الماء: لماذا تُعدّ العامل الأهم؟

اختبار مقاومة الماء بعد الخدمة ليس ترفًا، بل ضرورة.
فآلات اختبار الضغط الحديثة (Water Pressure Testers) مكلفة للغاية وقد لا تتوافر في معظم الورش المحلية، في حين توفرها عادةً مراكز الخدمة الرسمية.

بدون هذا الاختبار، لا يمكن التأكد من إحكام الختم الجانبي أو الحلقة المطاطية كما يجب، ما يجعل خطر دخول الماء قائمًا، حتى لو بدا كل شيء طبيعيًا بعد التركيب. أما إذا كنت تستخدم ساعتك للسباحة أو الغوص الخفيف، فاختبار المقاومة بعد الخدمة يصبح حاجةً ملحّة لا يمكن تجاهلها.

متى يكون التغيير المحلي خيارًا مقبولًا؟

إذا كانت ساعتك خارج الضمان، وكنت واثقًا من مهارة صائغك المحلي—خصوصًا إن كانت الورشة تستخدم أدوات مناسبة وتقدّم ضمانًا على عملها—فيمكن استبدال البطارية محليًا لتوفير الوقت والتكلفة.

النصيحة العملية هي أن تتأكد من قدرة الورشة على فحص الختم بعد التركيب، وأنها تتحمّل المسؤولية في حال حدوث تسرب لاحقًا.
كما يُستحسن طلب استخدام بطارياتٍ من نوعٍ ومواصفاتٍ موثوقة، وفقًا لتوصيات الصانع.

ماذا تفعل قبل تسليم ساعتك للصائغ المحلي؟

اسأل أولًا عن الأدوات والفحوص التي سيستخدمها: هل يمتلك جهاز اختبار ضغط الماء مثلًا؟
واستفسر عن سياسة الضمان لديهم في حال حدوث تسرب بعد الخدمة.

إن أمكن، اطلب تصوير العلبة الداخلية أو تقريرًا موجزًا عن حالة الحلقات والأجزاء الداخلية قبل الاستبدال.
وعند الشك — خاصةً إذا كانت الساعة غالية الثمن أو ذات قيمةٍ عاطفية أو ضمانٍ فعّال — فالأفضل إرسالها إلى مركز خدمة الشركة أو وكيلها المعتمد.

خلاصة عملية

تغيير بطارية الساعة ممكنٌ محليًا على يد صائغٍ مؤهل، لكن القرار يجب أن يستند إلى ثلاثة عوامل أساسية: حالة الضمان، وأهمية مقاومة الماء بالنسبة لاستخدامك، ومهارة الصائغ وأدواته.

صحيح أن الورشة المحلية قد توفّر بعض المال والوقت، لكن إهمال التفاصيل التقنية الصغيرة—مثل نوع البطارية، وختم العلبة، واختبار الضغط—قد يؤدي إلى أضرارٍ مكلفة.

الخيار الأفضل يعتمد في النهاية على موازنتك بين القيمة المادية والمعنوية لساعتك، ودرجة الأمان والطمأنينة التي تبحث عنها.

شارك على:
جلسات الحكاية حول النار: الثقافة كطقس اجتماعي

حكاية النار: طقس يجمع الذاكرة الثقافية والإنسانية.

متابعة القراءة
مروان قلاوون يخبرنا عن Mywan

يتحدّث مروان قلاوون عن Mywan، وعن ابتكار ملابس تكسر القواعد، ويشرح…

متابعة القراءة
أحذية القارب تعود للواجهة، وهذه أجمل الموديلات

أحذية القارب أو الـBoat Shoes هي واحدة من أقدم الأحذية للرجال…

متابعة القراءة