لا يُعدّ الزجاج مجرد عنصر وظيفي في عالم الساعات، بل هو واجهة التصميم، ونافذة الزمن. ومع مرور الوقت، تظهر الخدوش على سطح الساعة، فتُثير السؤال: هل يمكن تلميع زجاج الساعة؟ وهل يختلف الأمر بين الزجاج الشبكي الذي يُعرف باسم الأكريليك والياقوت؟ هذا المقال يُسلّط الضوء على الفروق الجوهرية بين النوعين، ويُجيب عن السؤال الذي يُراود كل من يملك ساعة أصابها الزمن بخدش.
الزجاج الشبكي (الأكريليك): قابلية الترميم
الزجاج الشبكي، المعروف أيضًا باسم الأكريليك أو “بليكسي غلاس”، كان الخيار السائد في الساعات القديمة، بما في ذلك بعض النماذج الفاخرة. يتميّز هذا النوع بمرونته النسبية، وسهولة تشكيله، لكنه أكثر عرضة للخدوش. الميزة الكبرى؟
إمكانية التلميع: يمكن إزالة معظم الخدوش السطحية باستخدام مركّبات تلميع خاصة، وأدوات دقيقة تُزيل طبقة رقيقة من السطح دون الإضرار بالهيكل. هذه العملية تُعيد للساعة بريقها، وتُعدّ خيارًا مثاليًا لهواة الساعات الكلاسيكية الذين يحرصون على الحفاظ على أصالة القطعة دون استبدال الزجاج
الزجاج الياقوتي: مقاومة لا تُلمّع
في المقابل، يُستخدم الزجاج الياقوتي في معظم الساعات الحديثة، خاصة الفاخرة منها. هذا الزجاج يُصنّف كثاني أصلب مادة بعد الألماس، مما يجعله مقاومًا للخدوش بشكل كبير. لكن هذه الصلابة لها ثمن وهو عدم قابلية التلميع.
فعندما يُصاب الزجاج الياقوتي بخدش، لا يمكن إزالته بالتلميع، بل يتطلّب استبدالًا كاملًا للزجاج. ورغم أن هذا النوع نادرًا ما يتعرّض للخدوش، إلا أن أي ضرر فيه يُعدّ دائمًا، ويُؤثّر على جمالية الساعة بشكل واضح.
كيف تعرف نوع الزجاج في ساعتك؟
إذا لم تكن متأكدًا من نوع الزجاج، يمكنك الرجوع إلى مواصفات الساعة، أو استشارة خبير ساعات. عمومًا:
- الساعات القديمة غالبًا ما تحتوي على زجاج شبكي.
- الساعات الحديثة والفاخرة تُستخدم فيها بلورات الياقوت.
- يمكن اختبار الصلابة باستخدام أدوات خاصة، لكن يُفضّل ترك ذلك للمتخصصين.
نصيحة لهواة الساعات
إذا كنت تملك ساعة بزجاج شبكي، لا تتردد في تلميعها دوريًا للحفاظ على مظهرها. أما إذا كانت ببلورة ياقوتية، فاحرص على حمايتها من الصدمات القوية، وتجنّب وضعها بجانب مواد صلبة قد تُسبّب خدوشًا نادرة ولكن مؤذية.
في النهاية: الزجاج في الساعة ليس مجرد غطاء، بل هو عنصر يُعبّر عن فلسفة التصميم، وتاريخ الصناعة. وبين قابلية التلميع في الأكريليك، ومتانة الياقوت، يبقى الخيار بين الجمال القابل للترميم، والمتانة التي لا تُخدش. وفي الحالتين، تبقى العناية بالساعة فنًا يُجسّد احترام الزمن.
