تُعد ساعة التوربيون واحدة من أبرز الابتكارات في صناعة الساعات الفاخرة. اخترعها أبراهام-لويس بريغيه عام 1795 كحل لمشكلة تأثر دقة الساعة بقوة الجاذبية الأرضية. تم تصميم آلية التوربيون لتقليل هذا التأثير عن طريق تثبيت عناصر ضبط الوقت داخل قفص دوّار يدور مرة واحدة في الدقيقة.
الهدف هو توزيع تأثير الجاذبية بشكل متساوٍ على جميع الاتجاهات، مما يُحسّن من دقة الساعة في الوضعيات المختلفة.
كيف تعمل آلية التوربيون؟
تدور آلية التوربيون حول محورها ببطء، حاملةً معها ميزان الساعة وميزان الشعرة داخل قفص صغير. هذه الحركة الدوّارة تساعد في تقليل الانحرافات الناتجة عن تموضع الساعة في أوضاع معينة، وهي كانت مهمة للغاية في زمن الساعات الجيبية.
رغم أن ساعات اليد الحديثة لم تعد تعاني كثيرًا من هذه التأثيرات، فإن التوربيون لا يزال يُستخدم اليوم كرمز للتعقيد التقني والدقة الحرفية.
لماذا لا تزال ساعة التوربيون مرغوبة حتى اليوم؟
رغم أن فائدتها العملية انخفضت في العصر الحديث، إلا أن توربيونات الساعات تُمثّل ذروة فنون صناعة الساعات. تتطلب صناعتها خبرة عالية ومهارات دقيقة في التركيب والضبط. في كثير من الأحيان، تُعرض هذه الآلية في واجهة الساعة ضمن قفص مكشوف يُبرز حركتها، مما يضيف عنصرًا بصريًا جماليًا يجذب عشاق الساعات الميكانيكية.
هل تزيد التوربيون من دقة الساعة فعليًا؟
الإجابة ليست حاسمة. في سياق ساعات الجيب، كانت للتوربيونات فعالية واضحة. أما في ساعات اليد، فالفائدة العملية أقل وضوحًا. رغم ذلك، تُصنَّف الساعات التي تحتوي على توربيون عادةً ضمن الفئة العليا نظرًا لارتفاع مستوى التعقيد في تصميمها، ويعتبرها كثيرون دليلًا على الحرفية العالية للعلامة التجارية.
أنواع حديثة من التوربيون
مع تطور التكنولوجيا، ظهرت تصميمات جديدة ومتقدمة من التوربيونات مثل التوربيون الطائر (Flying Tourbillon)، الذي يدور دون دعامة علوية، مما يجعله يبدو وكأنه “يحلق” داخل الساعة. كما توجد آليات مزدوجة أو ثلاثية التوربيون لتقديم حركة أكثر توازنًا، ولكنها تبقى نادرة ومكلفة للغاية.
هل ساعة التوربيون تستحق الاقتناء؟
إذا كنت تبحث عن دقة ميكانيكية استثنائية فهناك خيارات أكثر كفاءة من حيث السعر والدقة. أما إذا كنت تهتم بالإتقان الهندسي، والرمزية التاريخية، والتصميم الفني الرفيع، فإن اقتناء ساعة توربيون هو تجربة فريدة من نوعها. إنها ليست فقط أداة لقياس الوقت، بل تحفة فنية ترتديها.
