ما الفرق بين الساعة الأوتوماتيكية والكوارتز؟

سؤال يراود الكثيرين: ما الفرق بين الساعة الأوتوماتيكية والكوارتز؟ وهو سؤال منطقي عندما يتعلق الأمر باختيار ساعة رجالية، خاصة في ظل تعدد الخيارات واختلاف الأساليب والتقنيات. هذان النوعان هما الأكثر شيوعًا في عالم صناعة الساعات، ولفهم الفروقات بين النوعين، لا بدّ أولًا من التعرف إلى طريقة عمل كل واحدة منهما والخصائص الفريدة التي تميّزها، ومن ثم التوجه لاختيار الأنسب بحسب الأسلوب الشخصي ونمط الحياة، وبما يناسب احتياجاتك وتفضيلاتك.

في هذا المقال، سنتعمق في آلية عمل كل نوع، ونستعرض مزايا وعيوب كل منهما، لمساعدتك في اختيار الساعة المثالية التي تناسب أسلوب حياتك وميزانيتك.

الساعات الأوتوماتيكية: أناقة تتحرك معك

الساعة الأوتوماتيكية، والمعروفة أيضًا بالساعة ذاتيّة التعبئة، هي قطعة فنية هندسية تعتمد على الحركة الميكانيكية لتشغيلها. لكنها تختلف بكونها لا تحتاج إلى تدوير يدوي يومي، ولا تحتاج إلى بطارية. بدلاً من ذلك، تستمد طاقتها من حركة معصمك.

تحتوي هذه الساعة الأوتوماتيكية بداخلها آلية معقدة مزوّدة بدوار (Rotor) يدور مع حركة يدك. يقوم هذا الدوار بشد النابض الرئيسي (Mainspring)، وهو مصدر الطاقة الذي يدفع عقارب الساعة للحركة دون تدخل يدوي. عندما ترتدي الساعة بانتظام، يظل النابض مشدودًا، مما يحافظ على عمل الساعة. إذا توقفت عن ارتدائها لفترة، قد تتوقف الساعة عن العمل وتحتاج إلى “تعبئتها” يدوياً عن طريق تدوير التاج.

تتميز هذه الساعات بأنها أقرب إلى العمل الفني، إذ تعبّر عن دقّة الصناعة التقليدية وتعكس ذوقًا كلاسيكيًا رفيعًا. كثير من الرجال يفضلونها لما تحمله من إحساس بالحياة والتفاعل، فالساعة لا تعمل إلا إذا كنت ترتديها وتتحرك أثناء ذلك.

ورغم سحرها، إلا أن لهذه الساعات بعض الاعتبارات:

  • تتطلب الاستخدام المستمر أو جهاز تدوير (watch winder) للحفاظ على عملها.
  • قد تحتاج إلى تعديل دوري للوقت.
  • أسعارها غالبًا أعلى، بسبب الحرفية والتفاصيل التقنية.

ساعات الكوارتز: الدقة العملية

على عكس الساعة الأوتوماتيكية، تعتمد ساعة الكوارتز على بطارية صغيرة لإرسال نبضات كهربائية إلى بلورة من الكوارتز، مما يجعلها تهتز بتردد دقيق للغاية (عادة 32,768 مرة في الثانية) وهذا ما ينتج عنه حركة منتظمة ودقيقة للعقارب. تستخدم الدائرة الإلكترونية في الساعة هذه الاهتزازات المنتظمة لقياس الوقت بدقة وتحريك المحرك الصغير الذي يدفع عقارب الساعة. هذه التقنية الثورية التي ظهرت في السبعينيات غيّرت مفهوم الدقة في الوقت.

الكوارتز هو خيار مثالي لمن يبحث عن راحة البال والدقّة دون الحاجة إلى صيانة متكررة. تنتشر هذه الساعات بشكل واسع وتتوفر بتصاميم متنوعة، وتناسب مختلف الأذواق والميزانيات.

ومن أبرز خصائصها:

  • دقة زمنية عالية جدًا، تفوق عادةً الساعات الميكانيكية.
  • لا تحتاج إلى تدوير أو ارتداء دائم.
  • أقل تكلفة من حيث الصيانة والشراء.

ولكنها قد تفتقر إلى الطابع العاطفي أو الشعور الحرفي الذي يربط بعض عشاق الساعات بالحرفة القديمة والتقليدية.

كيف تختار بين الساعة الأوتوماتيكية والكوارتز؟

الجواب يرتبط بك شخصيًا، ويصبح اختيارك بين الساعة الأوتوماتيكية والكوارتز أكثر وضوحًا عندما تفكر في أولوياتك.
إذا كنت ممن يقدّرون الحرفية والتقاليد ويحبّون امتلاك قطعة تعبّر عن الشغف بالتفاصيل الدقيقة، ولا تمانع من ارتدائها بانتظام فالساعة الأوتوماتيكية ستكون مثالية لك. أما إن كنت تبحث عن أقصى درجات الدقة والموثوقية والعملية دون الحاجة إلى تدخل، مع صيانة بسيطة، فساعة الكوارتز ستلبي احتياجاتك بأمان وسهولة.

يبقى الفرق بين الساعة الأوتوماتيكية والكوارتز ليس فقط تقنيًا، بل أسلوبيًا وفلسفيًا. أحدهما ينبض بحركة يدك، والآخر يعمل بثبات ودقّة لا تُخطئ. بين الحرفية والتكنولوجيا، وبين الشعور والتطبيق، الخيار في النهاية هو مرآة لأسلوبك، وإيقاعك.

شارك على:
أماكن سرية في أوروبا لم تسمع عنها من قبل!

إذا كنت من الذين سئموا من صور برج إيفل وشارع…

متابعة القراءة