اختيار الساعة ليس فقط مسألة تصميم أو علامة فاخرة، بل هو أيضًا قرار يتعلق بالراحة والأناقة والثقة بالنفس. فالساعة التي تناسب مقاس معصمك تمنح إطلالتك توازنًا وقوة حضور، بينما الساعة الكبيرة جدًا أو الصغيرة جدًا قد تقلل من هيبتك، حتى لو كانت أغلى ساعة في مجموعتها. فكيف تختار المقاس المثالي؟
مقاس معصمك أولًا… نقطة الانطلاق الصحيحة
قبل التفكير بقطر الساعة أو سمكها، عليك معرفة محيط معصمك بدقة. استخدم شريط قياس مرن أو خيطًا بسيطًا لتلفه حول المعصم ثم قِس طوله بالمليمتر.
- معصم رفيع (14-16 سم): الساعات الصغيرة حتى متوسطة الحجم (34-38 مم) مثالية لك.
- معصم متوسط (16-18 سم): يمكنك اختيار ساعات بقياس 38-42 مم بسهولة.
- معصم عريض (18 سم وأكثر): الساعات الكبيرة (42-46 مم) ستبدو متوازنة على يدك دون مبالغة.
تذكّر أن قياس المعصم ليس العامل الوحيد، بل الشكل العام لعظام المعصم ويدك أيضًا يؤثر على التناسب البصري للساعة.

سُمك العلبة… الراحة والحضور معًا
الساعات الرقيقة تنزلق بسلاسة تحت أكمام القمصان الرسمية أو البدلات، بينما تضيف الساعات السميكة طابعًا قويًا مائلًا للرياضة. اختر سماكة الساعة بحسب نمط حياتك وملابسك اليومية.
هل ترتدي البدلات كثيرًا؟ ساعة رفيعة بقطر متوسط هي الخيار الأمثل. هل تفضل الجينز والتيشيرتات أو ملابس الكاجوال الذكية؟ يمكنك التوجه نحو الساعات الأكبر حجمًا دون تردد.

قطر العلبة… التوازن هو المفتاح
يُعد قطر علبة الساعة (case diameter) من أهم المعايير البصرية. عمومًا:
- 34-36 مم: ساعات كلاسيكية رفيعة مناسبة للإطلالات الرسمية.
- 38-42 مم: الحجم الأكثر شيوعًا ويمنح حضورًا قويًا دون لفت انتباه مفرط.
- 44 مم وأكثر: ساعات رياضية أو كرونوغرافات فاخرة تناسب المعصم العريض أو الذوق الجريء.
عرض السوار… لمسة نهائية متوازنة
غالبًا ما يوازي عرض السوار نصفَ قطر الساعة تقريبًا. فإذا اخترت ساعة بقطر 40 مم مثلًا، من الأفضل أن يكون عرض سوارها بين 18 و20 مم ليبدو التناسب أنيقًا ومتوازنًا.
انتبه أيضًا لمادة السوار: الجلود تمنح إحساسًا كلاسيكيًا بينما المعادن والتيتانيوم تضيف حضورًا عصريًا قويًا.

التصميم ونوع الساعة… انسجام مع شخصيتك
تأكد أن الساعة لا تتفوق على شخصيتك، بل تكمّلها. الساعات الرياضية الضخمة تناسب الإطلالات الكاجوال أو الرياضية، بينما الساعات الرقيقة المصنوعة من الجلد أو الذهب الوردي تضفي لمسة فخمة هادئة على البدلات الرسمية.
أما الساعات ذات الألوان الداكنة واللمسات المعدنية القوية فتُعد اختيارًا مناسبًا للرجال الباحثين عن مظهر جريء وأنيق في آن واحد.
جرب الساعة دومًا قبل شرائها
حتى لو بدت الأرقام والمقاسات متناسقة مع حجم معصمك، لن تعرف شعور الساعة إلا عند تجربتها. احرص على:
- التأكد من ثبات الساعة دون ضيق أو رخاوة زائدة.
- التحقق من وزن الساعة؛ فالراحة اليومية أهم من مجرد التصميم.
- مراقبة كيفية تغطيتها لعظم معصمك، هل تبدو طبيعية أم طاغية عليه؟
الانطباع النهائي… الأناقة الهادئة أم الحضور اللافت؟
في النهاية، اختيار مقاس الساعة يعكس ذوقك وثقتك بنفسك. لا تنجرف وراء موضة الساعات الكبيرة إن كنت تفضل الهدوء والكلاسيكية، ولا تتردد في اختيار ساعة ضخمة إن كان أسلوبك يميل للحضور البصري القوي. المهم أن تتناغم الساعة مع شخصيتك لتكمل أناقتك اليومية بكل تفاصيلها.

أخطاء شائعة في اختيار مقاس الساعة… تجنّبها لتعكس أناقتك
رغم بساطة الخطوات عند اختيار ساعة مناسبة، يقع كثيرون في أخطاء قد تفسد أناقتهم دون قصد:
1. التركيز فقط على قطر العلبة دون سماكتها:
قد تختار قطرًا ملائمًا لمعصمك، لكن إن كانت الساعة سميكة جدًا ستبدو ضخمة وغير مريحة تحت أكمام القمصان.
2. تجاهل عرض السوار:
إذا كان السوار نحيفًا جدًا مقارنة بحجم العلبة، ستبدو الساعة غير متوازنة. والعكس صحيح: السوار العريض جدًا قد يطغى على أناقتك بدلًا من تعزيزها.
3. عدم الانتباه لشكل المعصم وعرض العظام:
فالمعصم الرفيع جدًا مع ساعة ضخمة سيجعل يدك تبدو أنحف مما هي عليه، بينما الساعة الصغيرة على معصم عريض تختفي ولا تضيف حضورًا.
4. الانبهار بموضة الساعات الكبيرة:
رغم رواج ساعات الكرونوغراف والسبورت الواسعة، إلا أنها لا تناسب جميع المناسبات. من الأفضل امتلاك ساعة كلاسيكية متوسطة الحجم للمناسبات الرسمية والاجتماعات.
5. إهمال عامل الوزن:
الساعة الثقيلة جدًا قد تسبب إزعاجًا في الاستخدام اليومي خاصة إن كنت تكتب كثيرًا أو تعمل بيديك.