في موسم تتكثف فيه معاني الاحتفال، والضوء، والروابط الإنسانية، تواصل دار Bvlgari صياغة رؤيتها الخاصة للأناقة بوصفها تجربة متكاملة تتجاوز المنتج إلى الإحساس والمعنى. بين إرث روما العريق، وحرفية التصميم الإيطالي، وروح الابتكار التي تميّز الدار عبر مختلف عوالمها، تبرز صناعة الساعات كمساحة حوار حي بين الفن، والهندسة، والهوية.
وفي مدينة دبي، التي تحوّلت إلى نقطة التقاء عالمية لصنّاع الساعات، والخبراء، تتقاطع هذه الرؤية مع جمهور يقدّر التفاصيل ويبحث عن المعنى خلف كل ابتكار. من هنا جاء هذا اللقاء مع جوناثان، المدير التنفيذي لوحدة الساعات في دار Bvlgari، للحديث عن الفصول المفصلية التي شكّلت مسيرة Bvlgari في عالم الساعات الراقية، وعن التحولات التي نقلتها من دار مجوهرات إلى صانع ساعات أيقوني، إضافة إلى نظرتها للمستقبل، وللدور المتنامي للمنطقة في هذه الرحلة.
قدتَ عدة مراحل محورية داخل بولغري من العطور إلى البيع في قطاع السفر وصولًا إلى الساعات. كيف أسهمت كل واحدة من هذه الأدوار في تشكيل رؤيتك الحالية لوحدة أعمال الساعات؟
أول ما أتاحته لي هذه التجارب هو فهم العلامة لأن هذا هو العنصر الأساسي الذي يحكم عملنا فالابتكار هو العلامة نفسها والدار وهويتها الجوهرية ثراء العلامة الممتد من جذورها في روما يحمل في طياته كل الرموز ويتطلب وقتًا ودراسة معمقة لفهم ما تمثله بولغري فعلًا بالنسبة إلى صناعة الساعات كان هذا الأمر حاسمًا لأننا نبني مستقبل العلامة والقدرة على فهم الركائز مثل سيربنتي تحتاج إلى وقت واستيعاب عميق الأمر الثاني هو قوة الابتكار نجاح بولغري كان دائمًا مدفوعًا بقدرتنا على الابتكار المستمر سواء من خلال إطلاق خطوط جديدة في العطور أو إعادة تشكيل تجربة المتاجر أو تقديم فئات راقية لم تكن موجودة قبل عشر سنوات والأمر ذاته ينطبق على صناعة الساعات فكل شيء يتمحور حول قدرتنا على مفاجأة عملائنا وأخيرًا وليس آخرًا عندما انضممت إلى الشركة قبل عشر سنوات لم أتوقع أبدًا أن أبقى كل هذا الوقت بصراحة ما أبقاني متحمسًا هو الأشخاص والفريق الذي نملكه شغف كل فرد في الفريق وسعيهم الدائم لتجاوز حدودهم وحضورهم اليومي للعمل وبذلهم جهدًا كبيرًا يجعلني فخورًا للغاية قد تكون هناك آلاف الأمور الأخرى لكن إذا أردت تلخيص بولغري فهي فريقنا وإصرارهم.
ما هو الدرس الأكثر تحولًا الذي حملته معك خلال رحلتك في بولغري خاصة مع استمرار العلامة في الارتقاء داخل عالم صناعة الساعات الراقية؟
ما حققته صناعة الساعات في بولغري خلال الخمسة عشر عامًا الماضية في سياق تاريخ صناعة الساعات هو أمر استثنائي ولادة أوكتو فينيسيمو هي العنصر الذي غيّر بالكامل صورة العلامة قبل قصة فينيسيمو كانت بولغري صائغ مجوهرات يصنع ساعات لكنها أصبحت صانع ساعات حقيقيًا في عام 2014 عبر تصميم أول ساعة نابعة من التصميم والتحدي وإيجاد الحركة المناسبة لها وهذا هو الأساس الحقيقي لصناعة الساعات اليوم ننتقل من ذلك إلى صناعة ساعات مخصصة للنساء وهذا في اعتقادي مجرد بداية.
أصبح أسبوع دبي للساعات منصة عالمية للابتكار والتبادل الثقافي ماذا تمثل هذه المنصة لبولغري ولماذا تُعد دبي مركزًا مهمًا للدار؟
نحن نتشارك هذا الشعور مع جميع قادة الصناعة ونحن ممتنون حقًا لحجم وتأثير أسبوع دبي للساعات وما أحدثه من صدى ولهذا السبب وسعنا حضورنا لأننا نرى النمو ودبي أصبحت منصة للنصف الثاني من العام ونحن ممتنون لذلك أيضًا نحن على بُعد ستة أشهر من معرض ووتشز أند وندرز ونلتقي هنا مجددًا لعرض ابتكاراتنا الجديدة والاستعداد للعام المقبل وهذا سيكون لحظة مفصلية للعام القادم.
كيف ترى دور الشرق الأوسط ودبي تحديدًا في تشكيل مستقبل سردية بولغري في صناعة الساعات؟
بالنسبة إلى بولغري تُعد دبي منطقة بالغة الأهمية هناك عنصران رئيسيان للنجاح الأول هو وجود جامعين على درجة عالية من المعرفة تم تطويرهم على مدى سنوات في دبي ومدن أخرى شبكة حقيقية من الأشخاص الذين يمتلكون علامات متعددة وهو أحد الأسباب الجوهرية لتطور المنطقة العنصر الثاني هو النساء لا يوجد مكان آخر في العالم أشهد فيه هذا الشغف بالساعات لدى النساء التقيت بالكثير منهن في فبراير وفي نادي الساعات أيضًا ولم أرَ مثل هذا الشغف في أي مكان آخر هن دائمًا متعطشات للمعرفة والاستكشاف لذلك هدفنا هنا هو تقديم شيء مخصص للنساء.
تمثل ساعة Mattar Bin Lahej x Octo Finissimo حوارًا قويًا بين التصميم الإيطالي والفن الإماراتي ما الذي يجعل هذا التعاون مميزًا تقنيًا وإبداعيًا ضمن إرث أوكتو فينيسيمو؟
هناك ثلاثة عناصر شكّلت هذا التعاون ثلاثة مفاهيم مشتركة بين مطر وفابريتسيو بدايةً تنجح التعاونات فقط عندما يكون هناك ارتباط حقيقي بين العلامة وما تقدمه وبين عالم الشريك وإذا كان الأمر قسريًا فلن تكون النتيجة مثالية عالم مطر يتمحور حول العمارة والخط وهي من صميم هوية الساعة العنصر الثاني هو التقاء التيتانيوم والمعادن والعالم الأحادي الخام لفينيسيمو ما جعله لوحة مثالية لامتزاج العمل والعنصر الأخير هو الرسالة الكامنة خلف ابتكارها بالنسبة لنا كانت جسرًا مثاليًا بين الإرث والمستقبل رمزًا مثاليًا لما تمثله صناعة الساعات في بولغري علامة تقليدية راسخة وفي الوقت نفسه تتطلع إلى الأمام وإلى المستقبل.
ما القصة التي أردت أن تحكيها هذه الساعة خاصة مع تحويل مطر للخط العربي الذي يجسّد كلمات الشيخ محمد بن راشد إلى شكل محفور أشبه بالمنحوتة؟
إذا أردت تلخيصها فهي تدور حول المستقبل وكيف يمكن تشكيله اليوم من أجل الغد الجملة هي المستقبل سيكون لمن يستطيع أن يتخيله ويصممه وينفذه المستقبل لا ينتظر، بل يمكن تصميمه وبناؤه اليوم وهذه رسالة جوهرية لأن التعاون لا يعني مجرد جمع اسمين بل يجب أن يحمل رمزًا وفي هذه الحالة هو رمز قوي للغاية لدينا أكثر من مئتي عميل حول العالم يمتلكون أكثر من ثلاث ساعات فينيسيمو وبالتالي لدينا قاعدة متينة من الجامعين.
هل تود إضافة شيء عن الساعة؟
كان عام 2025 عامًا رائعًا لفينيسيمو حصلنا الأسبوع الماضي على جائزة GPNG وبالنسبة لي هو عام يؤكد ترسّخ فينيسيمو بين قلة من أيقونات صناعة الساعات كما أن حركتنا ذات الثمانية أيام كانت شهادة قوية على بناء أيقونة جديدة لفينيسيمو لأن العالم يعترف بها حقًا.
من بادر أولًا بالتواصل بينك وبين مطر؟
يتمتع فابريتسيو بأسلوب رائع فهو منفتح وطموح في الوقت نفسه فيما يخص العالم الذي يريد ابتكاره دقيق للغاية لكنه كريم في طريقة تعامله مع الفنانين يذهب بعيدًا عندما تكون لديه فكرة واضحة وبالتأكيد يمكن أن نشهد تعاونات أخرى من المنطقة فهذا لن يكون الأخير أول وشم لم يكن عربيًا تحديدًا بل كان تصميمًا فقط وهذا أول تعاون يحمل الخط العربي.
هل يمكنك أن تشاركنا لمحة عما هو قادم لساعات بولغري في الشرق الأوسط وهل هناك تعاونات مستقبلية أو إصدارات محدودة أو تجارب خاصة متحمس لتقديمها في المنطقة؟
كما ذكرت سابقًا المنطقة استراتيجية جدًا بالنسبة لنا والمجالات التي نعمل عليها هنا مثيرة للغاية بعد ارتباط طويل بسيربنتي في المنطقة نتطلع إلى المزيد النساء في هذه المنطقة يعشقن كل ما يرتبط ببولغري كعلامة وعندما نصمم ساعة ميكانيكية للنساء أضع هذه المنطقة دائمًا في الاعتبار لأن مستوى معرفة النساء هنا استثنائي وكانت دبي دائمًا الشريك المثالي لبولغري على مستوى المنطقة.
حاورته Valia Taha



