لا تقتصر صناعة الساعات الراقية على الدقة الداخلية والحركة الميكانيكية فقط، بل يمتد الاهتمام إلى تصميم العلبة الخارجية، التي تُعد واجهة الساعة وبصمتها الجمالية المميزة. في عالم الساعات الرجالية اليوم، أصبحت أشكال علب الساعات رمزًا للهوية الشخصية والأسلوب، حيث تُعبر عن ذوق الرجل وثقافته وأسلوبه المهني أو الرياضي.
العلبة المستديرة… كلاسيكية لا تغيب
تُعد العلبة المستديرة أكثر أنواع العلب شيوعًا في الساعات الحديثة، نظرًا لما تمنحه من مظهر كلاسيكي أنيق يتماشى مع كافة الأزياء. منذ بداية القرن العشرين، أصبحت هذه العلب هي المعيار، خصوصًا مع تطور ساعات الغوص والطيران التي اعتمدت على الشكل الدائري لتوزيع الضغط بشكل متساوٍ أثناء الاستخدام.
واليوم، تُصنع العلب المستديرة بأقطار متفاوتة تناسب مختلف أحجام المعصم والأنماط الشخصية.

العلبة المربعة والمستطيلة… تفرّد وأناقة هندسية
برزت العلب المربعة والمستطيلة في عالم الساعات الرجالية خلال ثلاثينيات القرن الماضي، متأثرةً بالمدرسة الفنية Art Deco التي تمجد الخطوط الهندسية الصارمة. تمنح هذه العلب إطلالة حادة ومعاصرة، وغالبًا ما ترتبط بالساعات الرسمية أو الساعات ذات الطابع الفخم البسيط. كما أنها مناسبة لمن يفضلون التصميمات الفريدة البعيدة عن الشكل التقليدي الدائري.

العلبة البرميلية (Tonneau)… لمسة من الفخامة والابتكار
ظهرت العلبة البرميلية أو العلبة ذات التصميم Tonneau لأول مرة في بداية القرن العشرين، لكن شهرتها الواسعة تجددت مع دور الساعات الفاخرة في التسعينيات، حيث تجمع بين الانحناءات الناعمة والجوانب المستقيمة، لتخلق مظهرًا ديناميكيًا جذابًا. يُفضلها الرجال الباحثون عن التميز، إذ تبدو كقطعة مجوهرات معاصرة وليست مجرد ساعة عملية.

العلبة الوسادية (Cushion)… مزيج من الرجولة والنعومة
تجمع العلبة الوسادية بين المربع والدائرة، مما يمنحها شكلًا ناعم الزوايا يوحي بالراحة على المعصم. بدأت شهرتها مع ساعات الغواصين العسكرية في الستينيات، ولا تزال حتى اليوم خيارًا رائجًا لعشاق الساعات ذات الطابع الكلاسيكي الرياضي، إذ تضفي على اليد حضورًا قويًا دون مبالغة في الحجم.

خامات العلب… من الفولاذ إلى السيراميك والتيتانيوم
إلى جانب الأشكال، شهد التاريخ الحديث تطورًا ملحوظًا في خامات تصنيع علب الساعات. فبعد هيمنة الفولاذ المقاوم للصدأ، ظهر التيتانيوم كخيار خفيف الوزن وعالي التحمل، فيما بات السيراميك مادة محببة بفضل مقاومته للخدوش ومظهره الفاخر الهادئ. كذلك تُستخدم سبائك البرونز لمنح الساعة طابعًا عتيقًا يتغير لونه بمرور الزمن.
ختاماً: صناعة علب الساعات ليست مجرد هندسة معدنية، بل هي لغة تصميم تُحاكي ذوق الرجل وتاريخه وشخصيته. سواء اخترت العلبة المستديرة الكلاسيكية، أو الوسادية الناعمة، أو البرميلية المميزة، فإن الساعة تظل انعكاسًا لهويتك وأسلوب حياتك في كل لحظة.