رغم شهرة بودابست العالمية بحماماتها الحرارية، إلا أن المدينة تُخبّئ في زواياها تجارباً سياحية غنية ومتنوعة، تُرضي كل الأذواق وتُدهش كل الزوار. إليك ١٢ نشاطًا يُمكنك القيام به لتكتشف وجهًا آخر من بودابست، بعيدًا عن البخار والمياه الساخنة.
1. الإفطار والحلويات في مقهى تاريخي
ابدأ يومك في أحد المقاهي العريقة التي تعود إلى القرن التاسع عشر، حيث تُقدَّم وجبات إفطار خفيفة وحلويات فاخرة وسط ديكور كلاسيكي من الثريات والخشب النادر والرخام. الجلوس في هذا المكان يُشبه الدخول إلى فصل من رواية أوروبية قديمة، حيث يُصبح الطعام جزءًا من تجربة ثقافية متكاملة.
2. زيارة كاتدرائية القديس ستيفن
كاتدرائية ضخمة تحمل اسم أول ملك للمجر، وتُعد من أبرز المعالم الدينية في المدينة. الداخل مزخرف بالرخام الأحمر والذهب، ويمكنك الصعود إلى السطح مقابل مبلغ رمزي للحصول على إطلالة بانورامية ساحرة على المدينة. كما تُقام فيها حفلات موسيقية كلاسيكية تُضفي على المكان روحًا فنية راقية.

3. استكشاف حانات الأطلال الشهيرة
في قلب بودابست، تجد حانات الأطلال التي نشأت بعد سقوط النظام السوفيتي، حيث تحوّلت مبانٍ مهجورة إلى فضاءات فنية نابضة بالحياة. أشهرها حانة ضخمة تُقسم إلى أقسام متعددة، من سوق المزارعين إلى استوديو التسجيل، وتُقدَّم فيها تجربة بصرية لا تُنسى. الجدران مليئة بالرسومات، والمقاعد غير متطابقة، مما يُضفي طابعًا فوضويًا ساحرًا.
4. تذوّق المأكولات الشعبية في شارع الطعام
بجوار حانة الأطلال، يقع شارع طعام مفتوح يضم عربات تقدم أطباقًا مجرية تقليدية مثل “لانغوش” و”غولاش”، إلى جانب العصائر الطازجة والحلويات. المكان ينبض بالحياة ليلاً ونهارًا، ويُعد محطة مثالية لعشّاق الطعام. الأجواء غير رسمية، والأسعار معقولة، مما يجعلها تجربة محلية أصيلة.
5. المشي على جسر السلسلة
جسر تاريخي يربط بين ضفتي بودا وبيست، ويُعد من أشهر رموز المدينة. المشي عليه لا يستغرق أكثر من عشر دقائق، لكنه يمنحك لحظة تأمل في نهر الدانوب وتاريخ المدينة. في المساء، تُضاء المصابيح القديمة على الجسر، فتُحوّل المشهد إلى لوحة رومانسية ساحرة.

6. التوقف عند قصر غريشام
مبنى فخم يعود إلى أوائل القرن العشرين، ويُعد تحفة من طراز “آرت نوفو”. يُمكنك الدخول إلى الردهة والتقاط صور في المساحات المزينة بالزجاج الملون والأثاث الكلاسيكي، أو الاستمتاع بجلسة شاي بعد الظهر في أجواء راقية. القصر يُجسّد كيف يمكن للهندسة أن تُعبّر عن الفخامة دون مبالغة.

7. مشاهدة تمثال الأميرة الصغيرة
تمثال صغير يقع على ضفاف الدانوب، يُجسّد طفلة ترتدي زيًّا ملكيًا، وقد صمّمه فنان مجري مستوحى من ابنته. المكان هادئ ويُطل على مناظر خلابة، ويُعد محطة محببة للزوار. الجلوس بجانبه يمنحك لحظة تأمل، ويُشجّع على التقاط صورة تُخلّد زيارتك.
8. ركوب القطار الجبلي إلى قلعة بودا
للوصول إلى قلعة بودا، يُمكنك ركوب القطار الجبلي القصير الذي يُوفّر تجربة ممتعة وإطلالة جميلة. يُفضّل ركوبه صباحًا لتجنّب الزحام، ويمكنك العودة سيرًا على الأقدام في طريق نزولي مريح. الرحلة القصيرة تُشبه صعودًا إلى التاريخ، حيث تتبدّل المناظر مع كل متر.

9. استكشاف قلعة بودا والمناطق المحيطة
القلعة التاريخية التي كانت مقرًا للملوك المجريين، تضم اليوم متاحف ومعارض فنية، إلى جانب كنيسة ماتياس، حصن الصيادين، وقصر الرئاسة. المنطقة مليئة بالمقاهي والمحلات، وتُوفّر إطلالات خلابة على المدينة. التجوّل في أزقتها يُشبه السير في متحف مفتوح، حيث يلتقي الحجر بالتاريخ.

10. زيارة منتزه التذكارات
منتزه يقع خارج مركز المدينة، ويضم تماثيل ضخمة أُزيلت بعد سقوط النظام الشيوعي، مثل تماثيل لينين وماركس. يُفضّل اصطحاب دليل أو شراء كتيّب لشرح الرموز، وتُعد الزيارة فرصة لفهم تاريخ المجر الحديث. المكان يُثير التأمل في التحوّلات السياسية، ويُقدّم تجربة فكرية غير مألوفة.

11. تجربة الجولة المجانية سيرًا على الأقدام
جولات مجانية تُنظّم يوميًا، وتُقدّم معلومات غنية عن تاريخ المدينة، المجتمع، والعمارة. تبدأ من الجانب الشرقي وتنتهي في بودا، وتستغرق حوالي ساعتين ونصف. المرشدون غالبًا ما يكونون شبابًا محليين، يُضيفون لمسة شخصية على الجولة، ويُشاركون قصصًا لا تجدها في الكتب.
12. تناول الطعام في مطعم فاخر داخل مبنى تاريخي
في أحد المباني الحجرية القديمة، يُقدَّم الطعام في أجواء ملكية، مع خدمة راقية وأسعار معقولة. تجربة تُشبه تناول الطعام في قصر، وتُعد من أبرز لحظات الترف في المدينة. الأطباق تُقدَّم بأسلوب فني، والمكان يُشجّع على التمهّل والاستمتاع بكل لقمة.
بودابست مدينة تُجيد مفاجأة زوارها. وبين الجسور، القلاع، الحانات، والتماثيل، تُقدّم تجربة سياحية متكاملة تُرضي الذوّاقة، عشّاق التاريخ، والمغامرين على حد سواء. فلا تكتفِ بالحمامات الحرارية—دع المدينة تُدهشك بكل ما فيها.